الشوارع الناعمة
نــعــم.. شــوارعــنــا خـشـنـة تـحـتـاج إلـــى لفتة تــلــيــق بــالــســعــوديــة الـــجـــديـــدة ذات القوة الــنــاعــمــة.. تـحـتـاج إلـــى حــلــول سـريـعـة مع املطبات الفجائية، وعيون القطط الزائدة عن الحاجة، وحـــواف األرصــفــة الـتـي لـم تـلـون بـعـد، وغـطـاء فتحات الـتـصـريـف الــتــي تـقـع بــن خــطــوط املــســارات لتقتنص إطارات السيارات التي على املسارين، ال أؤمن بنظرية املـؤامـرة.. لكن من اختار تلك الوضعية، بـدال أن تكون في وسط املسار، يبدو أنه من ثالثة أمور: يا مجنون، يا حقود، يا إنه يملك شركة تصدير إطارات متنوعة! املــرأة ستقود الـسـيـارة فـي شهر يونيو، بعد رمضان، بـــــإذن الـــلـــه، وإلـــــى أن تــخــرج شــوارعــنــا بــحــلــة جديدة أطـلـب مــن عـزيـزتـي قــائــدة الــســيــارة أن تـتـوخـى الحذر والحرص، وتبدأ تتأقلم مع وعثاء الطريق األسفلتي، وأن ال تتحول فعليا إلى قارورة كي ال تنكسر من هول ما سوف تواجهه على هذا الطريق الذي لن يرفق بها، فشوارعنا منذ أزلـهـا وهــي مخصصة لقيادة الرجال الذين يقفزون على األرصـفـة، ويأكلون املطبات بسعة صدر مع صرخة (آآآخ) إذا كانت السيارة جديدة، ومع شتيمة سريعة، ثم ينسون األمر. إن عالقة املرأة بالشارع وهــي خلف املـقـود ستكون عـالقـة جـديـدة تختلف عن عالقتها وهي متفرجة على الفتات املحالت، واإلشارة الضوئية، واملنشآت الجديدة، فهي من ذلك املوقع كانت عـلـى اطـــالع بـاملـتـغـيـرات فــي املــديــنــة أكــثــر مــن رفيقها الـرجـل الــذي كــان على اطــالع أكـثـر منها بالتحويالت واملطبات، واألرصفة التي تأكل املسار األيسر أحيانا.. لتظهر كمارد ال يراه إال هو! شوارعنا الخشنة تحتاج إلى مسحة من نعومة، ليست طبعا نعومة األسفلت الذي سيشكل خطرا، إنما نعومة تليق بمدن حضارية ورؤى مستقبلية ال يحدها مطب، أو رصيف جامح!