Okaz

من «اخلالفة».. إلى «الترويج»!

-

عـنـدمـا كــانــت حـيـاتـنـا رهـــن فــتــاواه­ــم لــم يــتــورع رمـــوز الــصــحــ­وة أن يحرموا ما أحل الله ويصنعوا حاجزا بن الناس وسماحة اإلسام، حينها حـولـوا يومياتنا إلــى محرمات ومـحـظـورا­ت، وبـالـكـاد تجد لــك مــمــارسـ­ـة فـيـهـا سـعـة أو يــســر! كـيـف ال وقـــد دخــلــوا حـتـى نياتنا وحاسبونا عليها، فبتنا نتلمس الحال بن ركام الحرام فا نجده، باختصار كنا نغرق في بحر من التحريم!. دأب رموز الصحوة واملتاجرون بالدين على استخدام الفتاوى بما يخدم هيمنة فكرهم وتطرفهم على املجتمع وبرمجته على الخوف وإغراقه في تفاصيل العذاب والعقاب والقبور والجحيم دون استدعاء الفسح واليسر في الدين الــذي هو األصــل فيه، لم يطبقوا ما حثهم به نبي الله صلى الله عليه وسلم (يسروا وال تعسروا وبشروا وال تنفروا)، بل جاءت الصحوة بما يعقد الحياة ويعسر على الناس. لعبة البلوت مثا التي عليها اختاف كبير أصبحت من املحرمات الـتـي كــان رمـــوز الـصـحـوة يــحــذرون منها ويــروجــو­ن أنـهـا نــوع من القمار الـذي حرمه الله، مرت السنن وبدأنا اليوم نستدرك مخاطر هذا الغلو ونستعيد ما اختطفته الصحوة ونصحح أخطاء املاضي لتدب الحياة من جديد في جنبات وطننا بتحوالت كبيرة كان على هامشها إقامة بطولة «للبلوت» افتتحت بمشاركة مجتمعية كبيرة ومن كل الفئات حتى من بعض رموزها، فعجبًا لهذه الصحوة الهشة وعجبًا «لوساعة وجيه» رموزها!. حن افتتح أحد املنتجعات في املاضي القريب بشمال الرياض كانت الــعــائـ­ـات تـهـمـس بـاسـمـه هـمـسـًا خـشـيـة عـلـم بـعـض «املتمشيخن» وأتباعهم به والتحريض على إغاقه ألنه يقدم «املعسل» واملوسيقى وجــلــســ­ات ذات طــابــع مــفــتــو­ح فــي الـــهـــو­اء الــطــلــ­ق، وشــــاء الــقــدر بعد التحوالت املتسارعة، وفي غضون أقل من سنتن أن يقدم أحد هذه الرموز الصحوية إعانًا مدفوعًا لنفس املنتجع، بعد أن كان قبلها بسنوات قليلة يصدح على املنبر بأغلظ األيمان أن الخافة قادمة، ومؤكدًا بأنه يراها رأي العن ويشير بسبابته إلى االمــام، فسبحان الذي غيره من مروج للخافة إلى داعية املعسل!. سؤال يؤرقني أود طرحه: ما فائدة استحضار الصحوة ورمـوزهـا في املناسبات والفعاليات الوطنية واالجتماعي­ة ونحن نتجاوز فكرهم بل ونطمره بعد سنوات وذكريات من األلم واملعاناة؟. إذا كــان الـهـدف تـرويـجـًا لتلك الفعاليات بشخصيات لها تأثيرها االجتماعي فتلك الشخصيات لن تضيف أكثر مما سرقت حتى لو لبست ثوب التحضر، وهم اآلن ال يمثلون سوى فكر بدأ باالنحسار!. ختامًا.. دعــونــا مــن الـصـحـوة ومـداهـنـة رمــوزهــا، ودعــونــا مــن «التصحون» ومسبباته فنحن في وقت نحتاج به إلى تكريس الدين السمح الذي دعا له خاتم األنبياء واملرسلن وتحفيز وعصف العقول الستدراك املستقبل، وليس إيقاظ فكر يحتضر وجب إسدال الستار عليه.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia