اإلحصاءات العامة.. واإلفصاح املعلوماتي
يـخـلـط بـعـض املتعلمن قـبـل الــعــامــة بــن الـبـيـانـات واملعلومات، فالبيانات هـي املـدخـات واملـــادة الـخـام مـن أرقــام ورمــوز وأحرف وصور، أما املعلومات فهي املخرجات بعد معالجتها من نصوص واســتــنــتــاجــات، فـاملـعـلـومـة كــاملــادة املـصـنـعـة يـتـم تصنيعها بعد الحصول على مادتها الخام من خال املسوحات الدورية، وكانت كــل مــن الـبـيـانـات ووجـهـهـا اآلخـــر املـعـلـومـات تشكل نقطة ضعف أمــــام الــبــاحــثـن والــــدارســــن، بــل ومــتــخــذي الـــقـــرار أحــيــانــا لغياب كليهما أمام صعوبة الحصول على املادة الخام أو مخرجاتها من املعلومات الجاهزة، وبالتالي كانت اململكة تغيب أحيانا عن جملة من التقارير الدولية، إما بسبب عدم اإلفصاح عن هذه املعلومات املتاحة أو لتقادمها، خاف أن هذه املعلومات في الداخل ظلت هي األخــرى حبيسة األدراج، فهي إمــا غير متاحة أو أنها غير قابلة للنشر فـي أدبـيـات بعض األجـهـزة الحكومية، لكن مـا لفت نظري في الفترة األخيرة ورغـم هـذه الثقافة املتوارثة، أن الهيئة العامة لإلحصاء فـي ثوبها الجديد قـد سلكت طريقًا مغايرًا أدركــت من خاله أن جمع هذه البيانات من خال املسوح الدورية التي تقوم بـهـا ونـشـر هــذه املـعـلـومـات والـتـقـاريـر املتصلة بـهـا يـخـدم الباد ويقطع الطريق على من يقدم معلومات مغلوطة، ووضعتها في خدمه الباحثن ومراكز الدراسات والقطاع الخاص الذي هو بأمس الحاجه لها لبناء استراتيجياته التي تتقاطع مع إستراتيجيات الدولة وتتكامل معها، ولم تعد الهيئة تنتظر من يطلبها أو تتعامل معه بعن الريبة وإنما أصبحت هي من يسوقها إليكترونيا لخدمه الباد وهذا تطور ارتقى بالثقافة والفكر اإلحصائي ينبغي ذكره واإلشادة به. فالهيئة تصدر مؤشراتها ونشراتها ربع السنوية عن جوانب مهمة كسوق العمل ونصيب الفرد من الدخل وقيمة الصادرات والواردات والرقم القياسي للمستهلك وحالة املساكن واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة، وقيمة املـيـزان التجاري للباد والــصــادرات النفطية وغيرها منذ زمــن، لكن الجديد هـو اإلفـصـاح عـن هــذه املعلومات وترويجها مع تفاصيل رقمية لكل بند منها يمكن الوصول إليها بضغطة زر على الكيبورد. والحقيقة أن الهيئة وبهذا املنحى أدركت تماما دورها في صناعة املعلومة الصحيحة بعد معالجة بياناتها ووضعها فـي خدمة الــبــاد باعتبارها الـعـمـود الـفـقـري لــلــدراســات واألبــحــاث وبرامج الـتـخـطـيـط الـحـكـومـي والــخــاص وراغــبــي االســتــثــمــار مــن الخارج وحــاجــة املــنــظــمــات ومـــراكـــز األبـــحـــاث الــدولــيــة، وهــــذا كــلــه توجه يتماشى مع التوجه الجديد للباد بالشفافية واإلفصاح.