«القدس» في عيون سلمان.. األفعال تسبق األقوال

لعظم مكانتها فــي وجــــدان الــســعــوديــن، ولــكــون أفـعـالـهـم تسبق أقــوالــهــم، حــضــرت القضية الفلسطينية في كلمة امللك سلمان بن عبدالعزيز االفتتاحية التي وصفها بـ«قضيتنا األولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه املشروعة وعلى رأسها إقامة دولته املستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وقبل أن تذهب الكلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعلن خادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بن عبدالعزيز تسمية القمة العربية الــ92 بـ«قمة القدس»، مؤكدًا أنه «ليعلم القاصي والداني أن فلسطن وشعبها في وجدان العرب واملسلمن جميعًا». وأعلن عن تبرع اململكة بـ 150 مليون دوالر لبرنامج الدعوة واألوقاف اإلسالمية في القدس، إضــافــة إلــى إعــالنــه تـبـرع اململكة بـــ 50 مليون دوالر لـوكـالـة األمـــم املـتـحـدة إلغــاثــة وتشغيل الالجئن الفلسطينين. وال تزال اململكة الداعم األكبر واألكثر سخاء لفلسطن منذ اندالع مأساة القضية الفلسطينية، وتشهد مؤتمرات القمة العربية في العواصم العربية، التزامات اململكة بتقديم الدعم املالي الالزم للشعب الفلسطيني، وتذليل الصعاب لنيل حقوقهم في كافة األصعدة واملنابر الدولية. ووفقًا إلحصاء رسمي عن حجم املساعدات السعودية للقضية الفلسطينية منذ أيامها األولى حتى قبل أربعة أعــوام، فإن الخرطوم التي احتضنت القمة العربية عام 1967 ال تنسى دعم اململكة السخي للقضية الفلسطينية، وتتذكر بغداد التي احتضنت القمة العربية عام 1978 التزام السعودين بتقديم دعم سنوي للفلسطينين تجاوز الـ 1.97 مليار دوالر وملدة 10 أعوام (من 1979 وحتى ،)1989 كما حضر الدعم السعودي «الالمنتهي» في قمة الجزائر الطارئة عام ،1987 حينما قررت اململكة تخصيص دعم شهري لالنتفاضة الفلسطينية مقداره ستة مالين دوالر. وقدمت اململكة في االنتفاضة األولى عام 1987 تبرعًا نقديًا لصندوق االنتفاضة الفلسطيني بـ 1.433.000 دوالر، وقدمت مليوني دوالر للصليب األحمر الدولي لشراء أدوية ومعدات طبية وأغذية للفلسطينين. كما تعهدت اململكة بتمويل برنامج إنمائي عن طريق الصندوق السعودي للتنمية بلغ حجمـه 300 مليون دوالر يهتم بقطاعات الصحة والتعليم واإلسكان، وتم اإلعالن عنه في مؤتمرات الدول املانحة خالل األعـوام 94 - 95 - 97 - .1999 باإلضافة إلى اإلعفاءات الجمركية للسلع واملنتجات الفلسطينية. ولكون األقــوال تصاحبها األفعال عند السعودين، أوفـت اململكة بكامل مساهماتـها املقـررة حسب قمة بيروت 2002 لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية، وما أكدت عليه قمـة شـرم الشيـخ عـام 2003 بتجديد االلـتـزام العربي بهذا الـدعـم، حيث قامت بتحـويل كامـل االلـتزام وقـدره 184.8 مليون دوالر للفترة من م2002/4/1 ـ .م2004/3/30 كما أوفت بكامل التزاماتها املقررة حسب قمة تونس 2004و الخاصة باستمرار وصول الدعم املالي ملوازنة السلطة الفلسطينية، وحولت كامل املبلغ. وبادرت اململكة في مؤتمر القمة العربي في القاهرة عام 2000 باقتراح إنشاء صندوقن باسم صندوق «األقصى» وصندوق «انتفاضة القدس» برأسمال قدره مليار دوالر وتبرعت بـ 200 مليون دوالر لصندوق «األقصى» الذي يبلغ رأسماله 800 مليون دوالر، وتبرعت بمبلغ 50 مليون دوالر لصندوق «انتفاضة القدس» الذي يبلغ رأسماله )200( مليون دوالر. وحـظـي الـالجـئـون الفلسطينيون بالدعم الـسـعـودي على كـافـة األصــعــدة، وتبرهن صناديق املنظمات الدولية والسلطة الفلسطينية على سخاء الدعم السعودي الذي يعد األكبر للشعب الفلسطيني وقضيتهم العادلة.