تغيير قواعد اللعبة في املنطقة
كشفت الضربة العسكرية لنظام األسد عن هشاشة «الدب الروسي»، وانهيار مواقفه املهددة ألية جهة ستوجه ضربة عسكرية إلــى ســوريــة، ومــا يـؤكـد ذلــك عــدم تحريك األســاطــيــل الــروســيــة فــي املــيــاه السورية ملــواجــهــة أكــثــر مـــن 100 صـــــاروخ ثالثي استهدفت مواقع وأهدافًا سورية حساسة، وهو ما يشير إلى أن الضربة ربما تكون قـــد فــكــكــت تــحــالــف مــوســكــو مـــع دمشق، وبالتالي التحالف مع طهران. الالفت أن ما تم تداوله على نطاق واسع قبيل بدء العملية العسكرية الثالثية بـ84 ســـاعـــة، خــصــوصــا الـــحـــديـــث عـــن تراجع عــســكــري روســــي مــفــاجــئ فــي ســـوريـــة، إذ كــشــفــت األقـــمـــار الــصــنــاعــيــة مـــغـــادرة 13 سـفـيـنـة روســيــة مــوانــئ ســوريــة، ومواقع عسكرية خالية إضافة ملا تردد عن هروب مــيــلــيــشــيــات إيـــرانـــيـــة بـــاتـــجـــاه الحدود العراقية، وفقدان السيطرة في الشام ومدن أخــــــرى، وتـــدفـــق غــيــر مــنــضــبــط لوحدات عسكرية سـوريـة خــارج ثكناتها باتجاه الساحل ومناطق العلويني.
وال شــــك أن الـــضـــربـــة الـــثـــالثـــيـــة أربكت جــمــاعــات بــشــار األســـد وإيـــــران والــــروس، هـــــذه الـــجـــمـــاعـــات الـــتـــي قــتــلــت وشـــــردت مـاليـني الـسـوريـني، وأحــالــت مـدنـا سورية إلى خرابات وهياكل أبنية.
الـــعـــواصـــم الــغــربــيــة الـــثـــالث (واشنطن ولندن وباريس) تطمح إلى معاقبة بشار األسد وتأديبه وربما إسقاطه، في أعقاب مـا جــرى مـن استخدامه الـغـاز الكيماوي املحرم دوليًا في دومـا، وهو ما قد يضع حـــدًا ملـــا يــجــري فـــي ســـوريـــة مــنــذ نــحــو 7 سـنـوات، في إطــار وضـع نهائي لن يكون بعيدا عـن إعــادة تشكيل خريطة املنطقة بــمــا يــــــؤدي إلـــــى تــحــجــيــم نـــظـــام املاللي ومــيــلــيــشــيــات «حــــــزب الــــلــــه»، وتنصيب قيادة معتدلة ربما باالنتخاب واإلشراف الدولي إلدارة سورية الجديدة. نتائج الضربة الثالثية العسكرية، أكدت هــشــاشــة الــخــصــم الــــروســــي وكــشــفــت أن إيــــران ليست أكــثــر مــن قنبلة صـوتـيـة ما يـفـتـح األبــــــواب أمــــام مــفــاجــآت كــبــيــرة قد تــحــدث فــي ســيــاق إعــــادة تـرتـيـب األوراق في املنطقة، وهـو ما قد يقود إلـى تغيير قواعد اللعبة.