احلريات ووحدة الصف أبرز مطالب املثقفني من «القمة العربية»
طالب مثقفون سعوديون زعماء الدول العربية الذين حضروا القمة العربية املنعقدة في اململكة العربية السعودية باملزيد من الحريات واستثمار املثقف العربي، وتقليص الـنـزاعـات ونبذ الفرقة واالنــقــســام، والـعـمـل على مــشــروع مـوحـد يستوعب الشباب العرب، مرحبني بالتوافق العربي الذي شهدته قمة الظهران حول قيام قمة ثقافية عربية. إذ أكد الكاتب «فاضل العماني» أن القمم واللقاءات الكبرى عــــادة مـــا تــتــنــاول قــضــايــا ومـــحـــاور ســيــاســيــة كــبــرى إال أن املـثـقـف يـطـمـح دائــمــًا بـاسـتـثـمـار مـثـل هـــذه الــفــرص الكبيرة الــتــي قــد تــمــرر وتــقــرر الـكـثـيـر مــن الــطــمــوحــات والتطلعات الـتـي يحملها، ليس فـي مـجـال الثقافة وحـسـب، ولـكـن على كــافــة الـصـعـد واملــســتــويــات، وأضــــاف أن املـثـقـفـني بمختلف توجهاتهم وقناعاتهم يتمنون من مثل هذه القمم العربية الكبرى التي تضم كل صناع القرار العربي أن تكون خطوة واسعة باتجاه املزيد من الحريات بكافة أشكالها ومستوياتها باعتبارها جسر العبور لكل املشاريع الثقافية التي مازالت قيد التحقق، إضافة إلى تشريع العديد من الشراكات والعالقات بني الــدول العربية، األمـر الـذي سيتيح املجال واسعًا لتبادل األفـكـار والــرؤى واملشاريع الثقافية بني مختلف الــدول، خصوصا أن قــطــاع الـثـقـافـة الـعـربـي يـحـتـاج للكثير من الـلـقـاءات والـبـرامـج البينية، والـتـي ستؤسس لثقافة تكاد تكون مفقودة في الوقت الراهن، وهي ثقافة تبادل الخبرات بني مختلف الدول العربية بشكل علمي ومؤسساتي، واستشهد «العماني» بما يملكه املثقف العربي من جرأة وذكاء وإلحاح. فيما رأى الدكتور «أحمد الهاللي» أن انعقاد الـقـمـة الـعـربـيـة فــي الـسـعـوديـة وســط الظروف الــعــربــيــة املـــعـــقـــدة واملــنــطــقــة تــمــر بالحروب والنزاعات والتدخالت األممية مؤشر على أن قلب األمــة العربية مـا يــزال ينبض حتى وإن اهترأ الجسد، وعليه فــإن على كل املثقفني السعوديني، والـعـرب املنصفني واجبا أن يقفوا في صف هـذا النبض العربي، وأن يدعموا جهود اململكة والعالم العربي في اتجاه تصحيح أخطاء املاضي التي كشفتها صراعات املرحلة، وأضاف «الهاللي» أن املثقف العربي يحلم منذ عقود بوطن عربي موحد، له شخصيته واستقاللية قـراره؛ إذ كان يعاني الجرح الفلسطيني، فاندلعت الجراح العميقة منذ احتالل العراق للكويت، ويأمل أن التهاوي بلغ القاع، لتعود األمة إلى النهوض مرة أخرى، وتتغلب على كل جراحها، وتئد كـل خالفاتها ونزاعاتها، فإن كنا باألمس ننقم قرارات الشجب في الجامعة العربية، فــإن املرحلة الصعبة التي مــرت بها املنطقة جعلتنا نتمنى تلك القمم، فقليل من النبض خير من املوت. وقال إن املثقفني اليوم يأملون أن يتبنى الـــســـاســـة خـــطـــابـــا مــــوحــــدا يــنــبــذ الفرقة والــعــنــف، خــطــابــا يـحـيـي الــنــبــض العربي الحقيقي في أوردة الشعوب؛ ألنهم اليوم في أمس الحاجة إلى التشبث ببصيص أمل، فقد سئموا واستنفدوا كل مفردات وتعابير جلد الذات. كما أكد الدكتور «محمد املسعودي» أن متطلبات املثقف العربي اآلن كبيرة جدا وتمر بأمس موجات االحتياج في ظل التطورات والتغيرات الحاصلة في العالم وبعد دخول التكنولوجيا املتطورة تحديدًا، وأضاف أن الشباب فـي مجتمعاتنا العربية فـي ظـل ضعف وتغييب للثقافات الوطنية تجعل من تراثنا الثقافي منطلقًا ألبناء اليوم مع مــراعــاة التغيرات املتسارعة فـي كـل االتــجــاهــات، والـــذي بدأ ينهل من الثقافات املستوردة أو املهترئة واملصنوعة والتي يقدمها محسوبون ودخــالء على الثقافة تجعل املثقفني من شباب اليوم يتوهون بني ما تعلموه من محيطهم وإرثهم، وبــني مــا هــو دخــيــل عليهم، ورأى «املــســعــودي» أن املثقفني الـيـوم يحتاجون للتمسك بحرية الــرأي والفكرة واملحافظة باستيعاب الشباب العربي أوال بمشروع ثقافي عربي متكامل تدعمه القمة العربية ينطلقون منه عبر عدة قنوات وموارد تكون رافدًا لدعم مشروع ثقافي عربي يملك لغة ثقافية عملية تسهم في بناء جسور التواصل والـحـوار الثقافي املحلي ثم الوصول به إلى العاملية ويمكن ذلك بمشاركة املشروع دوليا بتوحيد جهود امللحقيات الثقافية العربية في جميع دول العالم.