املقالح يكسر عزلته ويكتب «قصيدة املوت»
تـنـادى مثقفون عــرب إلــى اتـخـاذ مـوقـف إيجابي لحماية الشاعر الدكتور عبدالعزيز املقالح، في ظل ما يعانيه من عزلة وشيخوخة ومحاوالت بائسة الستقطابه في صفوف النزاعات، فضال عن تردي حالته الصحية، ما دفعه ليكتب نصه األخير «أعلنت اليأس»، الذي افتتحه بعبارة صادمة عن املوت، إذ يقول «أنا هالك حتمًا، فما الداعي إلى تأجيل موتي، جسدي يشيخ، ومثله لغتي وصوتي». ويؤكد املقالح أنه حاول قبل أن ييأس: «حاولت أال أرتدي يأسي، وأبدو مطمئنًا، بني أعدائي وصحبي، ويذهب مرصع «دوائر الساعة السليمانية» بلؤلؤ الكلمات إلـى أن وطنه «هـو الكلمات والـذكـرى وبعض من مرارات الشجن، باعوه للمستثمرين وللصوص وللحروب، ومشت على أشالئه، زمر املناصب واملذاهب والفنت». وكــان مما نكأ جـراحـه، تـطـاول العصابة الحوثية عليه، وانتهاكها حرمة مــركــزه، وتــرويــعــه بتفتيش مكتبته، وأثــــارت مــمــارســات الـحـوثـيـني غضب الـشـارع الثقافي؛ إذ ظهرت صــورة املقالح بكامل تاريخه في مكتبته وهو يقف منحنيا خلف الحوثي صالح صماد، الذي تجاهل رمزية هذا العروبي األصيل، ويؤكد الشاعر عبدالعزيز قزان أن الحوثي حاول تلميع نفسه على حساب تاريخ املقالح العروبي والناصع والنقي، مؤمال أن يبادر املثقفون العرب إلى موقف مشرف إلخراج املقالح من عزلته املفروضة عليه، وإيالئه ما يحتاجه من رعاية طبية وصحية. ويعزو اإلعالمي اليمني صالح البيضاني حزن الشاعر إلى سنيه الثمانني التي رســم فيها أحــالم بــالده وحنينه إلــى القرية واألصــدقــاء واملـــدن؛ إذ لم يشفعا له أمام موجة االصطفافات التي تجتاح اليمن، والتي جعلت املقالح، ملرة أخيرة ربما، هدفا للتخوين وهو في ثماالت عمره، بعد أن ظل ضحية للتكفير ملرات متتالية في مسيرته الثقافية شاعرا وناقدا مأل الدنيا وشغل الناس، موضحًا أن املقالح ال يزال يمارس عادته اليومية في قضاء وقته بني منزله ومكتبه، يتابع أخبار الحرب في بالده بأسى بالغ، يرفض محاوالت استقطابه أو انتزاع أي موقف منه لصالح أي طرف. فيما يؤكد الناقد اإلماراتي الدكتور علي بن تميم أن عبدالعزيز املقالح مثقف يمني فذ، ومن رواد االستنارة والتجديد في الثقافة اليمنية، إضافة إلى أنه شاعر وناقد وأكاديمي بارز احتضن املثقفني العرب. ما يوجب على الثقافة العربية أن تساعده وتقف معه في محنته، مؤمال أال تقف الثقافة العربية موقف املتفرج. فيما تساء ل اإلعالمي عبدالعزيز الخميس كيف يمكن لنا أن نساعد الدكتور عبدالعزيز املقالح كي يتمتع برعاية صحية جيدة.