األمن القومي العربي منظومة متكاملة ال تقبل التجزئة
نرفض التدخالت اإليرانية ومحاوالتها زعزعة األمن وبث النعرات الطائفية
أعلن خــادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز، تسمية القمة الـعـربـيـة الـتـاسـعـة والـعـشـريـن بـــ «قـمـة الــقــدس» «ليعلم الـقـاصـي والداني أن فلسطني وشعبها فــي وجـــدان الــعــرب واملـسـلـمـني»، مــؤكــدا أن القضية الــفــلــســطــيــنــيــة قــضــيــتــنــا األولــــــى وســتــظــل كـــذلـــك، حــتــى حـــصـــول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه املشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته املستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وجدد الرفض لقرار اإلدارة األمريكية املتعلق بالقدس، مشيدا باإلجماع الدولي الرافض له. كما أعـلـن تـبـرع اململكة العربية الـسـعـوديـة بمبلغ )150( مليون دوالر لــبــرنــامــج دعـــم األوقــــــاف اإلســامــيــة فـــي الـــقـــدس، )50(و مــلــيــونــا لوكالة األمــم املتحدة إلغـاثـة وتشغيل الاجئني الفلسطينيني فـي الـشـرق األدنى (األونروا). وأكد خادم الحرمني الشريفني في كلمته في «قمة القدس»، التي انطلقت أعمالها أمس (األحد)، في مركز امللك عبدالعزيز الثقافي العاملي بالظهران، أن أخــطــر مــا يــواجــه عـاملـنـا الــيــوم هــو تــحــدي اإلرهــــاب الـــذي تـحـالـف مع الـتـطـرف والطائفية لينتج صــراعــات داخـلـيـة اكـتـوت بـنـارهـا الـعـديـد من الدول العربية. وشدد على الرفض القاطع للتدخات اإليرانية في الشؤون الداخلية لدول املنطقة، ومحاوالتها زعزعة األمن وبث النعرات الطائفية. وجـدد امللك سلمان االلتزام بوحدة اليمن، وتأييد جهود الحل السياسي لــأزمــة، الفـتـا إلــى أن امليليشيات الـحـوثـيـة اإلرهــابــيــة تتحمل مسؤولية استمرار معاناة الشعب اليمني، مضيفا «أن إطاق 119 صاروخا باليستيا من امليليشيات الحوثية املدعومة من طهران باتجاه املدن السعودية يؤكد خطورة السلوك اإليراني في املنطقة». وطرح امللك سلمان أمام القمة مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الــدول العربية بعنوان (تعزيز األمـن القومي العربي ملواجهة التحديات املشتركة)، مشددا على أن األمن القومي العربي منظومة متكاملة ال تقبل التجزئة، ومؤكدا أهمية تطوير الجامعة العربية ومنظومتها، ومرحبا بإقامة القمة العربية الثقافية. وفي ما يلي نص كلمة خادم الحرمني الشريفني: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العاملني والصاة والسام على خاتم األنبياء واملرسلني أصحاب الجالة والفخامة والسمو معالي األمني العام لجامعة الدول العربية اإلخوة الحضور السام عليكم ورحمة الله وبركاته: يطيب لـي فـي مستهل اجتماعات هــذه الـــدورة أن أرحــب بكم جميعًا في بلدكم الثاني اململكة العربية السعودية متمنيًا لقمتنا التوفيق والنجاح. كما أتقدم بالشكر والتقدير لجالة أخي امللك عبدالله الثاني ابن الحسني ملا بذله من جهود مميزة خال رئاسته للدورة السابقة، والشكر موصول ملعالي األمـني العام لجامعة الـدول العربية، ولكافة العاملني بها على ما يبذلونه من جهود. أيها اإلخوة الكرام إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا األولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه املـشـروعـة وعـلـى رأسها إقامة دولته املستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وإنـنـا إذ نجدد التعبير عـن استنكارنا ورفضنا لـقـرار اإلدارة األمريكية املتعلق بالقدس، فإننا ننوه ونشيد باإلجماع الدولي الرافض له، ونؤكد على أن القدس الشرقية جزء ال يتجزأ من األرض الفلسطينية. وفي الشأن اليمني فإننا نؤكد التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقاله وأمنه وسامة أراضيه. كما نـؤيـد كـل الجهود الـرامـيـة إلــى التوصل إلــى حـل سياسي لـأزمـة في اليمن، وفقًا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذًا لقرار مجلس األمن .)2216( وندعو املجتمع الدولي للعمل على تهيئة كافة السبل لوصول املساعدات اإلنسانية ملختلف املناطق اليمنية. ونحمل امليليشيات الحوثية اإلرهـابـيـة التابعة إليـــران كـامـل املسؤولية حيال نشوء واسـتـمـرار األزمــة اليمنية واملـعـانـاة اإلنسانية التي عصفت باليمن. ونـــرحـــب بــالــبــيــان الـــصـــادر عـــن مــجــلــس األمـــــن الـــــذي أدان بــشــدة إطاق ميليشيات الحوثي اإلرهـابـيـة صـواريـخ باليستية إيرانية الصنع تجاه املدن السعودية. تلك الصواريخ التي وصلت إلـى )119( صاروخًا ثاثة منها استهدفت مكة املكرمة برهنت للمجتمع الدولي مجددًا على خطورة السلوك اإليراني في املنطقة وانتهاكه ملبادئ القانون الـدولـي ومجافاته للقيم واألخاق وحسن الجوار، ونطالب بموقف أممي حاسم تجاه ذلك. وفي الشأن الليبي، فإن دعم مؤسسات الدولة الشرعية، والتمسك باتفاق الصخيرات هما األسـاس لحل األزمـة الليبية، والحفاظ على وحـدة ليبيا وتحصينها من التدخل األجنبي واجتثاث العنف واإلرهاب. الحضور الكرام إن مـن أخـطـر مـا يـواجـهـه عاملنا الـيـوم هـو تـحـدي اإلرهـــاب الــذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية. ونجدد في هذا الخصوص اإلدانة الشديدة لأعمال اإلرهابية التي تقوم بها إيــران فـي املنطقة العربية، ونـرفـض تدخاتها الـسـافـرة فـي الشؤون الداخلية للدول العربية. وندين محاوالتها العدائية الرامية إلى زعزعة األمن وبث النعرات الطائفية ملـا يمثله ذلــك مـن تهديد لـأمـن القومي العربي وانـتـهـاك صــارخ ملبادئ القانون الدولي. وإيمانًا منا بأن األمن القومي العربي منظومة متكاملة ال تقبل التجزئة، فقد طرحنا أمامكم مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الــدول العربية بعنوان (تعزيز األمــن القومي العربي ملواجهة التحديات املشتركة)، مؤكدين على أهمية تطوير جامعة الــدول العربية ومنظومتها. كما نرحب بما توافقت عليه اآلراء بشأن إقامة القمة العربية الثقافية، آملني أن تسهم في دفع عجلة الثقافة العربية اإلسامية. وفـي الختام أؤكــد لكم أن أمتنا العربية ستظل بــإذن الله رغـم أي ظروف عصية برجالها ونسائها طامحة بشبابها وشاباتها، ونسأل املولى عز وجل أن يوفقنا لتحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من أمن واستقرار ورخاء لنصل بأمتنا إلى املكانة الجديرة بها في العالم. والسام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكــان ملك اململكة األردنــيــة الهاشمية املـلـك عبدالله الـثـانـي ابــن الحسني رئيس القمة العربية السابقة قد ألقى كلمة أعـرب فيها عن شكره لخادم الحرمني الشريفني على حسن االستقبال وكرم الضيافة. بعد ذلك تسلم امللك سلمان بن عبدالعزيز رئاسة الدورة العادية التاسعة والعشرين للقمة العربية. ورأس وفد اململكة في القمة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع األمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.