القمة الثالثة في «مملكة االعتدال»
بانتهاء القمة العربية الـــ92 (قمة القدس) التي احتضنتها مدينة الظهران، تكون اململكة قد استضافت ثالث قمم عربية، بدءا من قمة الرياض السداسية في أكتوبر عام ،1976 والتي جـاءت لوقف نزيف الدماء في لبنان الجريحة حينها، وانعقدت بدعوة من اململكة. فيما جــاءت القمة الثانية فـي الـريـاض أيضًا فـي مــارس .2007 وأكــد القادة العرب في «إعالن الرياض» الصادر في ختام القمة 2007 ضرورة العمل الجاد لتحصني الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ االنتماء إليها في قلوب األطفال والناشئة والشباب وعقولهم. وأكــدوا أهمية نشر ثقافة االعـتـدال والتسامح والـحـوار واالنفتاح ورفـض كل أشكال اإلرهــاب والغلو والتطرف وجميع التوجهات العنصرية اإلقصائية وحــمــالت الـكـراهـيـة والـتـشـويـه ومــحــاوالت التشكيك فــي قيمنا اإلنـسـانـيـة أو املــســاس بـاملـعـتـقـدات واملــقــدســات الـديـنـيـة والــتــحــذيــر مــن تـوظـيـف التعددية املذهبية والطائفية ألغـراض سياسية تستهدف تجزئة األمـة وتقسيم دولها وشعوبها وإشعال الفنت والصراعات األهلية املدمرة فيها. وجــددوا التأكيد على خيار السالم العادل والشامل بوصفه خيارًا إستراتيجيا لألمة العربية وعلى املبادرة العربية للسالم التي ترسم النهج الصحيح للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العربي - اإلسرائيلي مستندة إلـى مـبـادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبدأ األرض مقابل السالم. كما أكدوا أهمية خلو املنطقة من أسلحة الدمار الشامل بعيدا عن ازدواجية املـعـايـيـر وانتقائيتها مـحـذريـن مــن إطـــالق سـبـاق خطير ومــدمــر للتسلح الــنــووي فــي املـنـطـقـة، مـشـدديـن عـلـى حــق جميع الـــدول فــي امــتــالك الطاقة النووية السلمية وفقًا للمرجعيات الدولية ونظام التفتيش واملراقبة املنبثق عنها. وظلت اململكة العربية السعودية، تعمل بخطى حثيثة دعمًا للعروبة واضطالعًا بدورها املحوري، فعقدت في هذا العام القمة للمرة الثالثة في املنطقة الشرقية بالظهران.