حتى ال نستمر في عد الصواريخ
اآلن، يـمـكــن وصـــف الــحــالــة الــحــوثــيــة بــالــتــالــي: ميليشيا انقالبية على الشرعية بدعم مالي وعسكري واستخباراتي إيـرانـي، وتــراخ أممي واضــح وكبير سهل استمرار تهريب الــــســــالح عـــبـــر مـــيـــنـــاء الـــحـــديـــدة وغــــيــــره لــتــصــل شحنات الــصــواريــخ الباليستية إلـــى الـحـوثـيـن الــذيــن يرسلونها بتصعيد متزايد إلى اململكة خالل الفترة األخيرة استهدف أكثر من مدينة، وإمعانا في االستفزاز واالستعراض أرسل الحوثيون طائرتي تجسس قبل أيام، وما داموا يحصلون على الــدعــم اإليــرانــي عبر منافذ ال سيطرة عليها فسوف يـسـتـمـرون فــي اســتــهــداف املـمـلـكـة، بينما الــحــل السياسي يراوح مكانه أو يتراجع. نـحـن إذًا إزاء وضــع منفلت سـيـاسـيـا ال مستفيد مـنـه غير امليليشيا الحوثية الـتـي وإن كـانـت صـواريـخـهـا اإليرانية يتم تدميرها بكفاءة إال أنها أمعنت في الجرأة والوقاحة والتطاول على اململكة بعدما زاد عدد صواريخها عن املئة وبـــدأت اسـتـخـدام طــائــرات تجسس، وال نعلم مـــاذا ستفعل الحـقـا. ورغــم الثقة فـي تمكن وكــفــاءة قــوات الــدفــاع الجوي السعودي إال أننا في النهاية نتعامل مع آالت وتقنية، فماذا لو حصل خلل ولو بنسبة ضئيلة جدا وسقط صاروخ على إحدى املدن أو انفجرت طائرة تجسس محملة بسالح خطير، حتما ستحدث كارثة وذلك ما تتمناه إيران عبر الحوثين. لــقــد تــحــدثــت املـمـلـكـة فــي كــل املــحــافــل الــدولــيــة عــن تهديد الحوثين ألمنها وخطرهم املتزايد على شعبها، الكل يتفق معها فـي اتـخـاذ مـا يكفل أمنها لكن لـم يتم اتـخـاذ خطوة دولـيـة جــادة لتحجيم عبث هــذه العصابة، وقبل البارحة صرح املتحدث الرسمي للتحالف بأن الحوثين سيواجهون ردًا مؤملًا وقاسيًا إذا استمروا في استهداف أمن اململكة، وهذا هو بالضبط ما يجب أن يتم وبكل قوة وحسم وسرعة، فال معنى النتظار التعقل من عصابة همجية عميلة أحرقت اليمن وتريد نقل الحريق إلى وطننا تنفيذا ألوامـر إيران. نحن ال نريد االستمرار في عد الصواريخ فقط.