خطيب احلرم املكي للمسلمني: تكاتفوا.. واحذروا «التحريش»

أكـد إمــام وخطيب املسجد الـحـرام الشيخ الدكتور سعود الـــشـــريـــم، عــلــى ضــــــرورة تــكــاتــف املــســلــمــني وتعاضدهم، وتكاتفهم، محذرًا من مضار التحريش الذي نهى اإلسالم عنه وذمــه واعتبره ضربًا من ضــروب الخيانة. وقــال في خـطـبـة الـجـمـعـة أمـــس: مـهـمـا بـلـغـت الــشــعــوب مــن التقدم املــادي فـي العلم والصناعة والـتـجـارة والـحـضـارة فإنها سـتـكـون صــفــرًا بــال أخـــالق وعـجـلـة تـــدور وال تــلــوي على شــــيء، وكـــل مـجـتـمـع لــم يـــزل عـلـى فـطـرتـه الــتــي فـطـر الله الناس عليها من خلق كريم وسجايا فاضلة، فهو بخير ما لم يجتثه ما يكدر صفوه وينغص هناء ه ويثلم لحمته ويفرق مجتمعه، وهو لم يزل بخير ما لم يبل باملشوشني املهوشني سـود القلوب حـداد األلسن من جعلوا شعارهم القالة بني الناس، واالتزار بالتجييش والتحريش. وأضاف الشريم: التحريش ما دخل في مجتمع إال فرقه، وال أسرة إال مزقها، وال صحبة إال قلبها عداوة وبغضاء، إنه يوغر الصدور ويذكي نيران التنابز والتدابر والتصارع، وبني أن اإلسالم حرص كل الحرص على االجتماع، وحض عليه كل الحض، ونهى عن كل وسيلة تثلم ذلكم أو تنقضه، فنهى عن التحريش بني الرجل وزوجه والخادم وأهله. وشـدد على أن التحريش بـذرة شر ال تؤتي ثمرها إال إذا أودعت أرضًا خصبة تالئمها، وال أخصب لبذرة التحريش من أذن سماعة تتلقف كل ما يأتيها دون ترو أو تثبت، فما كـل مـا يعلم يـقـال، ومــا كـل مـا يـقـال يـصـدق، ولــو لـم يجد التحريش آذانًا صاغية له ملا فتك بالناس وفرق جماعتهم وحمل بعضهم على بعض فـي الـعـداوة والبغضاء، وقد صدق الله (يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم). وأوضح إمام وخطيب املسجد الحرام أنه ال سالمة للفرد والجماعة إال أن يسدوا باب التحريش قبل أن يقع أو أن يردموا نقبه بعد الوقوع، وإن من يبلغك ما يسوؤك فإنما هو كمن يبغي لك السوء ذاتــه، وقـد قيل: من جعل النمام عينا هلك، مبلغك الشر كباغيه لك.