حديقة في كل حي
يا «واتس» اعقل
أنــا وهــذا املخلوق املـدعـو الـجـوال فـي معركة ال يخبو أوارهـــا، ولن تـخـمـد، خـصـوصـا مـنـذ أن خـــرج علينا هـــذا الــجــوال بـالـلـمـس بدل «الـفـعـص»، بــادئ ذي بــدء أصـريـت على أنــي ال استعمله مـا عندي اســتــعــداد «اســمــع كــام حــســاد»، ألنــه ربــمــا ضغطت بـالـخـطـأ وكان اتصالي على بيت من بيوت الناس، وأنا أظن أنه بيتي وأتكلم مع السيدة التي ردت على الجوال، وقبل أن تنطق أو تنبس ببنت شفة، وال ولـدهـا قلت لـهـا: كيف حـالـك يـا قـمـر؟ وأنــا أفـكـر أن املــجــاوب أم العيال أو إحدى بناتي، فتقوم الدنيا وال تقعد، كيف أخاطب إنسانة ال أعرفها بكلمة؟ قمر طبعًا بيني وبينكم املشكلة األهم «لو ما كانت قمر وال حتى في ليلة خسوفه» طبعًا بعلها ما راح يقتنع، فالقرد في عني أمه غزال، فقام بنزع الجوال من ست الحسن والجمال ثم هات يا تقريع، وخذ يا بهذلة. وطبعا تجي سليمة إذا لم يشتك للهيئة، وطبعا ال يجي في بالكم أنــي أقصد هيئة الترفيه و«الـتـمـريـح» جئت بها مـن املــرح. بـل هي الهيئة والتي ما كنا نعرف إال هي بهذا االسـم أال وهي هيئة األمر باملعروف والنهي عن املنكر وفقهم الله. أخيرًا اقتنعت «جبرا» بأن أقـتـنـي جـــوال الـلـمـس فـلـم يـعـد هـنـاك جـــواالت بـــدون «تــتــش» يعني بالعربي الفصيح اللمس، بل وأصبحت تدار بالهمس، املهم اشترينا الجوال وبدأت معركة إقناعي بأن اشغل الواتس «الشقي» وبعد أخذ ورد ورضــا وصـد وبعد ما الحيل انهد شغلنا الواتس وحصرناه في األسرة الكريمة، وما هي اال أيام قائل حتى بدأت تأتيني رسائل وصـــور «تــخــزي الــعــني» أحـيـانـا وتــخــزي الـحـيـاء وتـخـدشـه أحايني كثيرة، طبعا حظرنا هؤالء ولكن «يا قلبي يا كتكت كم تحظر وكم تـسـكـت» وتـحـظـر مــني وتـخـلـي مــني. كـنـت أعـجـب كـيـف عــرف هؤالء رقم جوالي فأنبأني علية الجوالة أن هناك برنامجًا يدخلون عليه ويعرفون الرقم الــذي يريدونه، ومالك في هـذه الحالة ال خيار وال فقوس. طبعا كأنك يابو زيد ما غزيت. وكان الحل أن ألغي هذا الرقم وأخذت جوال باسم أحد الطيبني من العاملني مـعـي، وأول حــرف مـن اسـمـه مـجـهـول. وطـلـع الفيس بوك والتويتر وبـدأت املعركة الجديدة من األبناء بالذات، وكذلك جملة من األصدقاء وأبنائي يلحون يا بابا باألفرنجي ويا أبي بالعربي ودادي بالاوندي، وكذلك األصدقاء الذين عن إلحاحهم حدث وال حرج، بأن أدخل معترك تويتر، خصوصا إني أصبحت كاتبا يشار له «باليدين التنتني» واستناني إذا أحد شافني أو «دري عني» وعلى ما يقولوا من دري عنك «ياللي في الظام تغمز»، طبعا إذن من طني وإذن من عجني، مالي ووجـع القلب با تويتر با إخرطي الواحد «قيده» «متوتر» على اآلخر من كثر الباوي التي نازلة ترف «يا حبة عيني»، والحقيقة هي ما بترف هي كجلمود صخر حطه السيل من علي، وإال من وطي يعني هي حتفرق، كله عند العرب صابون، وعلى أي حال من الناحية التويترية كنت إمعصي وتربل إمعصي كمان، حنا مع الواتس ما سلمنا فكيف بغيره، ولكن وسـوس لي إبليس الخسيس وضحك على ذقني وشنبي كمان فقلت «يا واد» جرب، وما يدريك ربما فيها علوم زينة. ودخـلـت وعينك مـا تـشـوف إال الــنــور، هــذا يــردح لــذاك وذاك مـا منه فـكـاك، وعـالـم غــارق فـي النقد، خصوصا مـن هـم بأسماء مستعارة حدث وال حرج ضرب من تحت وفوق الحزام، وأسلوب يفك اللحام، عالم غريب تدهش منه األعاجيب، وقررت أن أخرج بسام والحكمة التي خرجت بها أن ال فرق من يغتابك من وراء ستار، والذي يغتابك باسم مستعار، ورحت أدندن مالي ومال التويتر مالي ومال الواتس. ملا اقتنيتك طاح الفاس في الراس. بمجرد أن ينظر القارئ إلى عنوان املــقــال، يــتــبــادر إلـــى ذهــنــه حلم العديد من أفراد املجتمع، بأن تكون هناك حديقة ترفيهية مــتــكــامــلــة فــــي الـــحـــي الــــذي يسكن فيه. تتميز مملكتنا الــغــالــيــة بــاتــســاع مساحات أراضــــيــــهــــا، ســـــــواء كـــــان خارج املـدن أو داخلها، وما تشهده املدن حاليًا من توسع وتطور سريع وملحوظ، والذي بدوره يزيد من الفرص السكنية الحالية واملستقبلية للمواطنني، كما أنها تشهد تنفيذًا ملشاريع ترفيهية كبيرة ومتنوعة يستثمر فيها أفــراد املجتمع أوقــات فراغهم بمختلف األعمار، وكـــنـــوع مـــن االســتــثــمــار الــتــرفــيــهــي أود تقديم االقتراح التالي والذي يهتم به العديد من أفراد املـجـتـمـع ويـتـطـلـعـون إلــى تـنـفـيـذه في كــل حــي مــن أحــيــاء مــدن مملكتنا الــغــالــيــة. «فـــي كــل حــي حديقة» هو عنوان يمكن أن يطلق على بـــرنـــامـــج مــتــخــصــص يعتمد عــلــى إنـــشـــاء حــديــقــة ترفيهية متكاملة في كل حي من أحياء املدينة يطلق عليها اسم «حديقة الــحــي»، تحتوي على أمـاكـن جلوس عــــامــــة، ألــــعــــاب عـــامـــة لـــأطـــفـــال، مـــســـار عام مـخـصـص ملــمــارســة ريــاضــة املــــشــــي.... إلــــخ، كما يـمـكـن إنــشــاء مــشــاريــع اسـتـثـمـاريـة مــتــعــددة في الحديقة نفسها لاستفادة من عائدها لتغطية مصاريف الصيانة والتشغيل للحديقة من هذه املشاريع، مثا إنشاء ملعب كرة قدم يتم تأجيره بــالــســاعــة، كــذلــك إنــشــاء صــالــة ريــاضــيــة مغلقة لـألـعـاب الـريـاضـيـة املختلفة ويــكــون االشتراك بها شهريا أو سـنـويـا، أيـضـًا إنــشــاء كشك لبيع العصيرات واملأكوالت الخفيفة.... إلخ. إن توفير مثل هـذه الحدائق في أحياء املــدن يترتب عليه العديد من الفوائد وأهمها االستثمار الصحيح لوقت الفراغ، وأيضًا من الناحية االجتماعية بني سكان الحي في ترابطهم وتآلفهم، أو من الناحية الــصــحــيــة وتـــطـــويـــر املـــــهـــــارات لــجــمــيــع الفئات العمرية عند ممارسة األلعاب الرياضية املختلفة والـــتـــي لــهــا األثــــر الــكــبــيــر فـــي الـــرقـــي باملستوى الفكري لدى أبنائنا وبناتنا وذلك تأكيدًا للمثل القائل «العقل السليم في الجسم السليم».