Okaz

حديقة في كل حي

يا «واتس» اعقل

- نايف الحربي

أنــا وهــذا املخلوق املـدعـو الـجـوال فـي معركة ال يخبو أوارهـــا، ولن تـخـمـد، خـصـوصـا مـنـذ أن خـــرج علينا هـــذا الــجــوال بـالـلـمـس بدل «الـفـعـص»، بــادئ ذي بــدء أصـريـت على أنــي ال استعمله مـا عندي اســتــعــ­داد «اســمــع كــام حــســاد»، ألنــه ربــمــا ضغطت بـالـخـطـأ وكان اتصالي على بيت من بيوت الناس، وأنا أظن أنه بيتي وأتكلم مع السيدة التي ردت على الجوال، وقبل أن تنطق أو تنبس ببنت شفة، وال ولـدهـا قلت لـهـا: كيف حـالـك يـا قـمـر؟ وأنــا أفـكـر أن املــجــاو­ب أم العيال أو إحدى بناتي، فتقوم الدنيا وال تقعد، كيف أخاطب إنسانة ال أعرفها بكلمة؟ قمر طبعًا بيني وبينكم املشكلة األهم «لو ما كانت قمر وال حتى في ليلة خسوفه» طبعًا بعلها ما راح يقتنع، فالقرد في عني أمه غزال، فقام بنزع الجوال من ست الحسن والجمال ثم هات يا تقريع، وخذ يا بهذلة. وطبعا تجي سليمة إذا لم يشتك للهيئة، وطبعا ال يجي في بالكم أنــي أقصد هيئة الترفيه و«الـتـمـريـ­ح» جئت بها مـن املــرح. بـل هي الهيئة والتي ما كنا نعرف إال هي بهذا االسـم أال وهي هيئة األمر باملعروف والنهي عن املنكر وفقهم الله. أخيرًا اقتنعت «جبرا» بأن أقـتـنـي جـــوال الـلـمـس فـلـم يـعـد هـنـاك جـــواالت بـــدون «تــتــش» يعني بالعربي الفصيح اللمس، بل وأصبحت تدار بالهمس، املهم اشترينا الجوال وبدأت معركة إقناعي بأن اشغل الواتس «الشقي» وبعد أخذ ورد ورضــا وصـد وبعد ما الحيل انهد شغلنا الواتس وحصرناه في األسرة الكريمة، وما هي اال أيام قائل حتى بدأت تأتيني رسائل وصـــور «تــخــزي الــعــني» أحـيـانـا وتــخــزي الـحـيـاء وتـخـدشـه أحايني كثيرة، طبعا حظرنا هؤالء ولكن «يا قلبي يا كتكت كم تحظر وكم تـسـكـت» وتـحـظـر مــني وتـخـلـي مــني. كـنـت أعـجـب كـيـف عــرف هؤالء رقم جوالي فأنبأني علية الجوالة أن هناك برنامجًا يدخلون عليه ويعرفون الرقم الــذي يريدونه، ومالك في هـذه الحالة ال خيار وال فقوس. طبعا كأنك يابو زيد ما غزيت. وكان الحل أن ألغي هذا الرقم وأخذت جوال باسم أحد الطيبني من العاملني مـعـي، وأول حــرف مـن اسـمـه مـجـهـول. وطـلـع الفيس بوك والتويتر وبـدأت املعركة الجديدة من األبناء بالذات، وكذلك جملة من األصدقاء وأبنائي يلحون يا بابا باألفرنجي ويا أبي بالعربي ودادي بالاوندي، وكذلك األصدقاء الذين عن إلحاحهم حدث وال حرج، بأن أدخل معترك تويتر، خصوصا إني أصبحت كاتبا يشار له «باليدين التنتني» واستناني إذا أحد شافني أو «دري عني» وعلى ما يقولوا من دري عنك «ياللي في الظام تغمز»، طبعا إذن من طني وإذن من عجني، مالي ووجـع القلب با تويتر با إخرطي الواحد «قيده» «متوتر» على اآلخر من كثر الباوي التي نازلة ترف «يا حبة عيني»، والحقيقة هي ما بترف هي كجلمود صخر حطه السيل من علي، وإال من وطي يعني هي حتفرق، كله عند العرب صابون، وعلى أي حال من الناحية التويترية كنت إمعصي وتربل إمعصي كمان، حنا مع الواتس ما سلمنا فكيف بغيره، ولكن وسـوس لي إبليس الخسيس وضحك على ذقني وشنبي كمان فقلت «يا واد» جرب، وما يدريك ربما فيها علوم زينة. ودخـلـت وعينك مـا تـشـوف إال الــنــور، هــذا يــردح لــذاك وذاك مـا منه فـكـاك، وعـالـم غــارق فـي النقد، خصوصا مـن هـم بأسماء مستعارة حدث وال حرج ضرب من تحت وفوق الحزام، وأسلوب يفك اللحام، عالم غريب تدهش منه األعاجيب، وقررت أن أخرج بسام والحكمة التي خرجت بها أن ال فرق من يغتابك من وراء ستار، والذي يغتابك باسم مستعار، ورحت أدندن مالي ومال التويتر مالي ومال الواتس. ملا اقتنيتك طاح الفاس في الراس. بمجرد أن ينظر القارئ إلى عنوان املــقــال، يــتــبــا­در إلـــى ذهــنــه حلم العديد من أفراد املجتمع، بأن تكون هناك حديقة ترفيهية مــتــكــا­مــلــة فــــي الـــحـــي الــــذي يسكن فيه. تتميز مملكتنا الــغــالـ­ـيــة بــاتــســ­اع مساحات أراضــــيـ­ـــهــــا، ســـــــوا­ء كـــــان خارج املـدن أو داخلها، وما تشهده املدن حاليًا من توسع وتطور سريع وملحوظ، والذي بدوره يزيد من الفرص السكنية الحالية واملستقبلي­ة للمواطنني، كما أنها تشهد تنفيذًا ملشاريع ترفيهية كبيرة ومتنوعة يستثمر فيها أفــراد املجتمع أوقــات فراغهم بمختلف األعمار، وكـــنـــو­ع مـــن االســتــث­ــمــار الــتــرفـ­ـيــهــي أود تقديم االقتراح التالي والذي يهتم به العديد من أفراد املـجـتـمـ­ع ويـتـطـلـع­ـون إلــى تـنـفـيـذه في كــل حــي مــن أحــيــاء مــدن مملكتنا الــغــالـ­ـيــة. «فـــي كــل حــي حديقة» هو عنوان يمكن أن يطلق على بـــرنـــا­مـــج مــتــخــص­ــص يعتمد عــلــى إنـــشـــا­ء حــديــقــ­ة ترفيهية متكاملة في كل حي من أحياء املدينة يطلق عليها اسم «حديقة الــحــي»، تحتوي على أمـاكـن جلوس عــــامـــ­ـة، ألــــعـــ­ـاب عـــامـــة لـــأطـــف­ـــال، مـــســـار عام مـخـصـص ملــمــارس­ــة ريــاضــة املــــشــ­ــي.... إلــــخ، كما يـمـكـن إنــشــاء مــشــاريـ­ـع اسـتـثـمـا­ريـة مــتــعــد­دة في الحديقة نفسها لاستفادة من عائدها لتغطية مصاريف الصيانة والتشغيل للحديقة من هذه املشاريع، مثا إنشاء ملعب كرة قدم يتم تأجيره بــالــســ­اعــة، كــذلــك إنــشــاء صــالــة ريــاضــيـ­ـة مغلقة لـألـعـاب الـريـاضـي­ـة املختلفة ويــكــون االشتراك بها شهريا أو سـنـويـا، أيـضـًا إنــشــاء كشك لبيع العصيرات واملأكوالت الخفيفة.... إلخ. إن توفير مثل هـذه الحدائق في أحياء املــدن يترتب عليه العديد من الفوائد وأهمها االستثمار الصحيح لوقت الفراغ، وأيضًا من الناحية االجتماعية بني سكان الحي في ترابطهم وتآلفهم، أو من الناحية الــصــحــ­يــة وتـــطـــو­يـــر املـــــهـ­ــــارات لــجــمــي­ــع الفئات العمرية عند ممارسة األلعاب الرياضية املختلفة والـــتـــ­ي لــهــا األثــــر الــكــبــ­يــر فـــي الـــرقـــ­ي باملستوى الفكري لدى أبنائنا وبناتنا وذلك تأكيدًا للمثل القائل «العقل السليم في الجسم السليم».

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia