Okaz

.. ورحل الفاضل

- ناجي صادق مفتي

فجعت بنبأ وفاة األخ الصديق الودود اللواء يوسف فــاضــل الــــذي ربـطـتـنـي مــعــه زمــالــة وصـــداقــ­ـة أخوية ومـحـبـة خـالـصـة، امــتــدت لـزمـن طـويـل مـنـذ دراستنا فــي املــدرســ­ة الـرحـمـان­ـيـة بـاملـسـعـ­ى بـمـكـة املــكــرم­ــة، ثم مــدرســة تحضير الـبـعـثـا­ت، وبــعــد فـــراق دام سنوات عــدة، بسبب الــدراســ­ة والعمل عـدنـا والتقينا بجدة، عندما كان مديرا لجوازات جدة واستمرت صداقتنا إلى األسبوع األخير من حياته، وكان يجمعنا مسجد الهدى، بجوار بيته حيث كانت صاتنا بجوار بعض وعندما أغيب بضعة أسابيع يتصل ويسأل، وعندما نلتقي بعد غياب يفرح بلقائي بشكل أخوي حميم. كــان -رحــمــه الــلــه- رقـيـقـا كـريـمـا بـشـوشـا يحبه ويعزه كــل مــن عــرفــه، ويــكــاد ال يــوجــد شـخـص فــي املـسـجـد ال يعرف أبــا أيمن ويسلم عليه، وكــان ال يتأخر أبــدا عن مساعدة من يقصده أو يعرف عن حاجته للمساعدة، وتـخـصـيـص مــرتــبــ­ات وعــطــايـ­ـا لـكـثـيـر مــن األشخاص والعوائل، خصوصا عطفه األبوي على األطفال الصغار ممن يرتادون املسجد وبعد انتهاء الصاة يتزاحمون لـلـسـام عـلـيـه، واســتــام الـعـطـايـ­ا الـسـخـيـة املــقــرر­ة لكل منهم أسبوعيا وكذلك لعدد الكبير من النساء الاتي ينتظرن خارج املسجد ليتسلمن املخصص األسبوعي منه. أما سيرته في عمله فكل من عمل معه، أو راجعه فيما يخص منصبه حتى ارتقى منصبه األخير كمدير عـــام الـــجـــو­ازات بــجــدة يــذكــره بـكـل خــيــر، كـمـا يذكرون تواضعه وبشاشته وحسن استقباله، واالهـتـمـ­ام بهم والتوصية بإنهاء معاماتهم بالسرعة املمكنة. وأكاد أجزم أن كل من عرف الراحل سواء في الدراسة أو العمل أو كمراجع أو مجرد عاقات شخصية وخصوصا في املسجد بعد تقاعده سوف يبكي ويتألم لرحيله ويدعو له كما فعلت. وعـزائـي ألسـرتـه الكريمة جميعا، وجملهم بالصبر على فقده، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia