Okaz

رسالة إلى «املطبلني»!

-

الكثير مــن الجميل حـولـنـا الــيــوم لنحتفل بــه. الكثير مــن الــحــريـ­ـات تحققت والكثير من التابوهات كسرت.. واألكثر من تلك األحالم البعيدة اقترب.. وداخل هذا الجو العام من اإليجابية هناك منغص أبى أن يلجم. منغص نفتتح يومنا فيه كل يوم ال يليق بالجو العام الذي نعيشه من تفاؤل وحماس للمستقبل.. هل عرفتوهم؟ إنهم منافقو ومطبلو اإلعالم ! على ورقه وتلفازه وإذاعته ومواقع التواصل. ذاك البعض الذي أصبح الصوت األعلى.. وها أنا اليوم أكتب باإلعالم الحقيقي ألصل لكم ولكني ال أمسك طبال بل قلمًا! ال تعكروا فرحنا بتطبيلكم أيها املتطفلون... وال تمرروا رسائلكم على حساب كرامتنا نحن الشعوب التي تمنت هذه اإلنجازات منذ زمن، فحب الوطن فطري ال يزايد عليه أحد. لم يكن غريبًا أن نشهد إفــرازات غير طبيعية، وسـط هـذا التغير الكبير الذي نعيشه، لحالة من االلتباس في بعض قيم املجتمع ملن لم تكن له ثوابت بداية... وما كان بعضها إال انعكاسات الضطراب في قيم فئة من مجتمعات تعودت على التلقني والنقل والتنميط وحرمت من التفكير واإلبداع في يوم من األيام.. وفــئــة أخـــرى تملك رؤيـــة خـاطـئـة لـلـعـالقـ­ة بــني الـحـريـة والــقــيـ­ـم، بــني االنفتاح واحـتـرام النفس لتذهب إلـى مـا هـو أبعد وهـو النفاق املجتمعي والسياسي الـــذى انـتـشـر بــدرجــة غـيـر مسبوقة فــى أجـــواء املجتمع الـسـيـاسـ­ي واإلعالمي والشرعي في اآلونة األخيرة. ربما من الضروري اآلن ونحن فى هذه املرحلة الحرجة من التغيير، أن يكف البعض أيــًا كـانـت خلفيته عندنا عــن التحريض ضــد اتـجـاهـات الــدولــة وأن نـدعـو الــنــاس إلــى االلـتـفـا­ف ودعـــم رجـــاالت الـتـوجـه الـجـديـد بـكـل معطياتهم لنثبت جدارتهم ونزاهتهم ملن يستحق بعيدًا عن النفاق والتجميل اإلعالمي، وباملقابل يكف البعض اآلخر عن التطبيل والتلميع لنعطي كل ذي حق حقه. أتذكرون التجربة الناصرية وكيف غيب شعب بأكمله عن الخسارة.. وكيف كان لإلعالم دور كارثي في انتصار العدو؟ وهل تذكرون وزير الخارجية واإلعالم العراقي وقـت حكم الطاغية صـدام حسني، محمد سعيد الصحاف! الـذي قاد حـربـًا إعـالمـيـة ضــد األمــريــ­كــان ولـعـب دورًا كـبـيـرًا فــي فـبـركـة األحـــــد­اث، وبرز الصحاف خصوصًا بمؤتمراته الصحفية التي كان يعلن فيها عن انتصارات القوات العراقية املتتالية، بينما كانت القوات البرية املتحالفة تتقدم بشكل مطرد إلى حدود بغداد. وفي آخر مؤتمر صحفي له في يوم سقوط بغداد عام ،2003 أعلن الصحاف أن األمريكان «ينتحرون اآلن باآلالف على أسوار بغداد» !!! ليسلم نفسه ثاني يــوم للقوات األمريكية بالرغم مـن أنــه لـم يكن مطلوبًا، وليطلق بعدها سراحه اليوم التالي ليعيش حرًا... العظيم ال يـحـتـاج مــن يطبل لــه ألن إنــجــازه يتكلم عـنـه، ولـكـن عـنـدمـا تكون املحسوبية جـزءًا من الثقافة الدينية واالجتماعي­ة والفكرية يتكون النفاق... ألن الفرد يصبح يظهر واقعًا ويعيش واقعًا آخر بسبب املحسوبية والتنميط املجتمعي فترتفع أصوات الطبول وتكبت األصوات األخرى وينقطع التواصل الطبيعي بني السلطة والناس بسبب هذا الجدار الوهمي الذي يبنيه املنافقون، مما يخلق جوًا من اإلحباط ملشاعر الصامتني.. الجمهور اليوم تغير وأصبح أكثر وعيًا وثقافة، يملك من الفطنة والقدرة على التميز ما يتعدى خيالكم.. شبابنا اليوم سيبنون األوطان بعيدًا عن ضوضاء املطبلني الذين يتعلقون بالخيوط ليصلوا ويذروا الرماد!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia