النكاسة»..وجبت اإلزالة
على الــدائــري الـثـالـث، بطريقة عشوائية مخالفة، اســتــقــلــوا فــيــه بــحــيــاتــهــم وعـــاداتـــهـــم وتقاليدهم وأســواقــهــم الــخــاصــة، الــتــي يـــزاولـــون فـيـهـا البيع والشراء، بعيدا عن أعني الرقابة، وحتى مشكالتهم تحل وتعالج عبر مشايخهم وأعيانهم. ويــغــص الــحــي بـأكـثـر مــن 100 ألـــف نـسـمـة جلهم مــن اآلســيــويــني الــذيــن حــولــوا شــوارعــه املتهالكة إلـــى أســـــواق، يـــروجـــون عــبــرهــا الــبــضــائــع واملــــواد الغذائية مجهولة املصدر بأسعار زهيدة، غير عابئني بــاألضــرار واألمــــراض الـتـي تنقلها للمستهلك، وحتى اسم الحي لم يسلم من العبث، فالصحيح هو «قوز املكاسة» كما ذكـره أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى الــدكــتــور فــــواز الـــدهـــاس، وجــــرى تحريف املـسـمـى حـالـيـا إلــى قــوز الـنـكـاسـة مــن قبل بعض العامة واآلسيويني الذين سكنوا الــحــي. ويعتبر الـنـكـاسـة أحــد أحياء أســــافــــل مـــكـــة املـــكـــرمـــة واملعروفة باملسفلة جنوب املسجد الحرام، يــنــتــشــر عـــلـــى ســلــســلــة جبال تـمـتـد مــن حــي الطندباوي إلـــــــى حـــــي املـــســـفـــلـــة مثل «جبل الـشـراشـف وحــارة يمن والجبال املــطــلــة عــلــى دحــلــة الــرشــد والدحلة الــوســطــى»، وتــعــانــي هـــذه األحياء من عدم النظافة واالهتمام من قبل األمــانــة وكــثــرة األســــواق الشعبية والتكدس في أعداد السكان وتعتبر مــرتــعــا لـــأمـــراض؛ إذ يــمــارس فيها الـــذبـــح الــعــشــوائــي بــعــيــدا عـــن الجهات الرقابية. وكشفت جولة «عـكـاظ» على الحي وجــود مجازر عشوائية تفتقد ملعايير السالمة، تنحر فيها اإلبل وتذبح فيها األبقار وتباع بأسعار زهيدة تصل لنصف القيمة، خصوصا يوم الجمعة، وغالبيتها غير صالحة لالستهالك اآلدمي. عبدالله تحدث لـ«عكاظ» بعربيته املـــكـــســـرة قــــائــــال: «نـــعـــانـــي هـــنـــا من التلوث وغياب النظافة وعــدم متابعة األمـــانـــة لــلــبــيــع والــــشــــراء، فــاملــوظــفــون ال يمرون علينا في الشهر أكثر من مرة، فهم يـخـافـون مــن صـعـود الـجـبـل، ويـخـشـون املشكالت الـــتـــي تـــحـــدث لـــهـــم مــــن بـــعـــض املــــراهــــقــــني، لذلك يفضلون السالمة ويكتبون تقاريرهم مــن تـحـت الـجـبـل؛ ألن الـصـعـود إلى قمته مغامرة ملن لم يعتد عليها»، مشيرا إلى أن األمـر يتطلب املشي سيرا على األقــدام في أزقــة ضيقة فال ترى إال قاذورات منتشرة وبيعًا فــي الـــشـــوارع لــلــخــضــروات واللحوم بعشوائية، وبأسعار زهيدة. وحني سـألته «عكاظ» عن سر أسعارها الزهيدة، أرجع ذلك إلى أن مصدر الخضروات من بعض املــزارع التي تسقى بمياه ملوثة في أطراف مكة، الفتا إلــــى أن األزقـــــة الــضــيــقــة العشوائية تغص بالبسطات التي تبيع املواد الــغــذائــيــة بــأســعــار زهــيــدة تجذب الجميع حتى من السعوديني. وانتقد أنــور أحمد تدني مستوى اإلصــــحــــاح الــبــيــئــي فــــي النكاسة، الفـتـًا إلــى أنــه تنتشر فيه املستنقعات والـنـفـايـات وال يحظى باهتمام األمانة، فــــغــــاب عـــنـــه الــــــــرش وإزالـــــــــــة املخلفات، خصوصًا أن الحي طبيعته جبلية وأزقته ضيقة تصعب الحركة فيه.