w×B « ŸUDI « hOB
تشير املعلومات الصادرة عن مركز التخصيﺺ الوطني إلى أن اللجنة اإلشـرافـيـة لقطاع الصحة قـد استكملت الــدراســة الالزمة لتخصيﺺ هذا القطاع، وذلك وفق خطة تقضي بطرح ٩ مجاالت ملشاركة القطاع الخاص، تتمحور حول املراكز الصحية وتشغيل املستشفيات وﻏيرهما، إضـافـة إلــى تﺄسيس الشركة الحكومية الـقـابـضـة، والــشــركــات املـنـاطـقـيـة الـخـمـس األخــــرى، وذلـــك بهدف تعزيز التحول املؤسسي وإعـادة هيكلة هذا القطاع الذي يعاني طويال من الترهل وتدني مستوى الخدمة. ويعتمد تـوجـه الـتـحـول نحو التخصيﺺ فــي الـقـطـاع الصحي في أي نظام في العالم على الفلسفة التي يقوم عليها املشرعون، واملنزع الذي ينزعون إليه من وراء هذا التحول، فﺈذا كان الهدف هـو تحسني الـخـدمـات الصحية فهو عندئذ هــدف يختلف مثال عــن الــرﻏــبــة فــي تـخـفـيـﺾ تـكـالـيـف الــقــطــاع الــحــكــومــي واألعباء املترتبة من خالل اتباع نظام التﺄمني الصحي وبالتالي خفﺾ نصيب الفرد من هذه التكلفة، وبصرف النظر عن كون مثل هذا التحول سيكون أمــرﴽ يسيرﴽ أو صعبًا على أرض الــواقــع بسبب عدم مرونة هذا القطاع وتكلس مفاصله مع الزمن والتعقيدات العامة التي تكتنف مثل هـذه التحوالت الحكومية عموما بدءﴽ من املوﻇفني وليس انتهاء بملكية هـذه القطاعات، وهـل تهدف الـخـطـة إلــى تخصيﺺ الـخـدمـة مــع بـقـاء ملكية هــذه القطاعات للدولة أو تخصيﺺ الخدمة واملنشﺄة وهكذا، لكن األكيد أن هذه الـدراسـات التي تتم في ﻏـرف مغلقة لن تكون كافية مهما كانت كفاءة القائمني عليها، واألمــر يحتاج إلـى ورش عمل كثيرة في الداخل ومشاركة قطاع أعـرض من املتخصصني واالقتصاديني واملـهـتـمـني فــي املــجــال الـصـحـي وبــرامــج التخصيﺺ فــي البالد عموما، واالستفادة من التجارب والنظم الصحية التي شهدت تحوالت مماثلة بعضها ناجحة وبعضها ﻏير ذلك، وهذه كلها أمـور لم تغفلها الدراسة قطعا، لكن األكيد أنه لو كانت األنظمة الـعـامـة كـنـظـام الـخـدمـة املـدنـيـة ونــظــام املـشـتـريـات واملناقصات الحكومية، إضافة إلـى نظام الخدمات الصحية، لو كانت كلها أكثر كفاءة ملا وصلت هذه الخدمات الصحية إلى هذا املﺄزق رﻏم حجم اإلنفاق املالي ومتوسﻂ نصيب الفرد منه، وملا كنا نبحث عن مخارج ضيقة بالنسبة ملقاسنا الهيكلي، ألن بعﺾ األنظمة الصحية املـتـقـدمـة عـاملـيـًا بـمـا فــي ذلــك أمـريـكـا األكــثــر إنـفـاقـا في العالم هي حكومية وشبه حكومية وخليﻂ من هذا وذاك، بعضها فــيــدرالــي وبـعـضـهـا اﻵخـــر ﻏـيـر فــيــدرالــي، والــتــي رﻏـــم ذلـــك تقدم خدمات صحية ممتازة بشكل مباشر وﻏير مباشر أحيانا. الشاهد أنه يتوجب علينا أن نكون حذرين من عمليات التحول فــي قــطــاع حــســاس ولـــه مــســاس مـبـاشـر بــاملــواطــن، خـصـوصـا أن البنية التحتية (الصحية) للقطاع الخاص ليست كافية السماكة بما يكفي إلدارة هذه املرافق، مع األخذ بعني االعتبار أن تجربة التﺄمني الصحي على العاملني في القطاع الخاص خالل السنوات الــعــشــر املــاضــيــة تـشـيـر إلـــى ذلــــك، وكــانــت تــﺄخــذ مـنـحـى تجاريًا يفترض أن ال يغيب عن البال.