صرح جديد !

نقــــل لنا املؤرخون كلمة مأثورة مشهورة عن اإلمام الشافعي رحمه الله قال فيها: ولوال الشعر بالعلماء يزري *** لكنت اليوم أشعر من لبيد. ولـه أيضًا كلمة مأثورة يتناقلها األطباء منذ وفاته رحمه الله عـام 502هـــ، إذ قـال: «لـوال الفقه الشتغلت بعلم الطب»، فـــكـــان الــفــقــه هـــو الــعــلــم األول لــتــوطــيــد بــنــيــان الحضارة اإلسالمية وتثبيت الحقوق للناس والفصل فـي مـا يجري لهم ويجري بينهم ويجري عليهم من شؤون ال يمكن حلها إال بالعلم الشرعي.. ثم يأتي بعد الفقه.. الطب. فالفقه هـو علم لــأذهــان والـطـب علم لــأبــدان وال يستغني اإلنسان عن أي منهما. وكان أسالفنا يدرسون كافة العلوم في عصورهم املختلفة، حتى أن بعضهم كان يجيد الضرب على العود فوق ما آتاه الـلـه مـن سعة العلم فـي اللغة واألدب والتفسير والحديث. ومما يــروى في هـذا الـبـاب: أن عبدامللك بن مــروان الخليفة األمـوي قال للشعبي وهو العليم بالفقه واللغة واألدب: «ال تقل إننا فزنا بالعلم إذا فاز امللوك بامللك فنحن الخلفاء مع ما حصلنا عليه من امللك لنا نصيب وافر من العلم». وقد تشعب علم الطب كثيرًا وصارت التخصصات فيه تزيد عن 20 علمًا من الطب العام، إلى الجراحة، إلى األسنان، إلى الطب الباطني، إلى الطب القائم على البرهان، إلى طب القلب، إلى طب الحشود، الطب النفسي، إلى طب األعصاب.. إلخ. ومع هذا التشعب فقد تنوعت األمراض أيضًا، وربما بسبب تنوع األمراض تشعب علم الطب. وقام رجال األعمال بإنشاء العشرات من املستشفيات الخاصة واملراكز الطبية في اململكة. أما الدكتور مازن فقيه فقد خطا خطوة بل قفزة كبيرة في املضمار الطبي بإنشاء كلية فقيه للعلوم الطبية، فقد أوردت وكالة األنباء السعودية األحد 6 شعبان ـه1439 خبرًا يقول: «دشـن صاحب السمو امللكي األمير خالد الفيصل مستشار خـــادم الـحـرمـني الشريفني أمـيـر منطقة مكة املـكـرمـة اليوم، التوسعة األولى لكلية فقيه للعلوم الطبية، بحضور صاحب السمو امللكي األمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة. وأزاح سمو األمير خالد الفيصل، خـالل ذلـك الستار إيذانًا بافتتاح التوسعة الجديدة، بعد ذلك تجول سموه في مرافق الكلية الجديدة. وأوضــح رئيس مجلس أمناء الكلية رئيس مجلس اإلدارة ملـجـمـوعـة فـقـيـه الـطـبـيـة الــدكــتــور مـــازن فـقـيـه، أن التوسعة األولى للكلية ترفع الطاقة االستيعابية من 600 إلى 2400 طــالــب وطــالــبــة، مـشـيـرًا إلـــى أن تكلفة املــشــروع بـلـغـت 300 مليون ريال». ومــن نافلة الـقـول إن الـطـالب والطالبات عندما يتخرجون فــإنــه ســيــكــون عــنــدنــا اكــتــفــاء ذاتــــي مــن الـــكـــوادر السعودية الطبية، وذلك في خالل سنوات معدودات بإذن الله. السطر األخير: إذا ما كنت في شرف مروم

فال تقنع بما دون النجوم فطعم املوت في أمر حقير

كطعم املوت في أمر عظيم. * كاتب سعودي