سدير في حضرة امللك
مقولة شهيرة حكيمة خـالـدة قالها املـلـك سلمان بـن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه عندما كان أميرًا ملنطقة الرياض، قال: (من ال خير فيه لقريته ال خير فيه لوطنه) قالها حفظه الله ردًا على من انتقد مجموعة أطباء تطوعوا لفتح عيادات فحص أثناء عطلة نهاية األسـبـوع في قريتهم ومناطقها املــجــاورة، فكانت عبارة حكيمة شجعت كثيرًا من القادرين على التكفل بمشاريع وإنشاء ات تخدم قراهم ومسقط رأس الواحد منهم، فثمة فرق كبير بني املناطقية املقيتة التي تقصي اآلخر واألعمال التطوعية التي تخص قرية أو منطقة أو إقليمًا بعينه؛ ألنها ال تستطيع أن تشمل الجميع. ولـأمـانـة التأريخية فــإن أول مـن طبق هــذه املــبــادرة فـي منطقة سدير (حسب علمي ومتابعتي) هو الدكتور خالد بن محمد بن إبراهيم بن عثمان الجبير، ابن وزير العدل سابقًا ورئيس مجلس الشورى سابقًا معالي الشيخ محمد بن جبير تغمده الله بواسع رحمته، والدكتور خالد استشاري عيون في مستشفى امللك فهد للحرس الوطني، وتـطـوع رغــم طــول ومشقة الـــدوام بفتح عيادة في املجمعة تخدم كل أهالي منطقة سدير، فكان عونًا لكثير ممن عـانـوا مضاعفات تأثير األمـــراض على الشبكية والـعـيـون عامة وخاصة كبار السن. ومــؤخــرا ومـنـذ مــا يـزيـد عـلـى سنتني تـأسـس فــي مـديـنـة جالجل (برنامج الطبيب الزائر) وهو نشاط تطوعي طبي كبير ومنظم، حيث تم استغالل املركز الصحي الذي أنشأه مشكورًا، وتبرع بكل تكاليف إنشائه وتشغيله وسكن موظفيه الشيخ عبدالعزيز بن علي الشويعر، فتم فتح باب التطوع أمام جميع األطباء من أهالي جالجل وهم كثر يزيدون عن 20 استشاريًا في كافة التخصصات وذلك الستقبال املرضى أثناء نهاية األسبوع والعطل، وفعال بدأت العيادات بأكثر من 10 استشاريني بينهم أطباء من خارج منطقة سـديـر استهواهم الـتـطـوع وانـضـمـوا إلـيـه، ومنهم الـدكـتـور علي بن محمد بن سلمه استشاري جراحة املخ واألعصاب وأحـد أهم جراحي فصل التوائم امللتصق بالرأس. املــبــادرات التطوعية شملت جميع مناطق اململكة ولـلـه الحمد؛ ألن املواطن السعودي يملك انتماء عاليًا للوطن وللقرية واملدينة ومسقط الرأس، لو كان بيت طني أو بيت شعر في الصحراء، وفي منطقة سـديـر الـتـي أعـرفـهـا بحكم االنــتــمــاء، مــا كــان لـفـريـق مثل الفيصلي فريق حرمه الشهير بعنابي سدير ليصل إلـى نهائي كــأس أغلى الـنـاس واملـثـول أمــام امللك لــوال دعــم سخي مـن أهالي حرمه ووصولهم تشريف ملنطقة سدير التي نعمت مثل غيرها بخيرات هذا الوطن املعطاء وقيادته الحانية. ما تحتاجه منطقة سدير حاليًا هو حفظ مسمى (سدير) وهو اسم دونــه التأريخ ألحــداث مهمة ووديــان وشعاب ومـواقـع تاريخية، وتـغـنـى بــه الــشــعــراء مـنـذ آالف الـسـنـني ويــكــاد يـنـدثـر بمسميات جــديــدة تــذكــر فــي مـنـاسـبـات ريــاضــيــة واجــتــمــاعــيــة، فـحـق حفظ تأريخ سدير ومن للتأريخ غير سلمان بن عبدالعزيز الذي يفخر به التأريخ ويتشرف به التوثيق، ومثول فريق فيصلي سدير في حضرة امللك أفضل مناسبة لحفظ التسمية.