العراق.. حمالت انتخابية بال «عباءة طائفية»
ال تختلف الحملة الدعائية لالنتخابات التشريعية في العراق، التي من املقرر أن تجري في 12 مايو القادم عن أي حمالت انتخابية، فاملعركة تشهد كل أنواع التنافس السياسي واالجتماعي لكن القاسم املشترك لدى الرأي العام العراقي هو الخوف من بقاء التبعية واالستالب الـطـائـفـي والـعـشـائـري واملـيـلـيـشـيـاوي، وثـالثـيـة الفقر والجهل واملرض التي تسيطر على األجواء العامة في البالد. سياسيا يسعى العراق في هذه االنتخابات للخروج من أزمته السياسية إلنهاء الطائفية التي مزقت البالد، أو على األقل الحد من سيطرتها على املفاصل التشريعية والسياسية، وهو ما اتفق عليه قادة األحزاب والفصائل قبيل تشكيل القوائم االنتخابية، التي شهدت عملية مـــزج طـائـفـي بــإدخــال شـخـصـيـات سـنـيـة إلـــى القوائم االنتخابية الشيعية والعكس. الـعـراق يـحـاول جـاهـدا فـي هــذه االنتخابات مـن خالل توافق كبير بني السنة والشيعة، إلغاء مشروع الطائفية واملناطقية، فرئيس الوزراء حيدر العبادي ليس وحده مــن طــرح قائمة فــي األنــبــار السنية يتزعمها شيعي، فـ«تحالف الفتح» الـذي يمثل الحشد «الشعبي» لديه قائمة في األنبار، يترأسها سني من أبناء املحافظة. الــكــتــل والــتــحــالــفــات الـشـيـعـيـة الــخــمــســة الــتــي بيدها زمــــام األمــــور فــي الـسـلـطـتـني الـتـنـفـيـذيـة والتشريعية وهــي: «ائـتـالف النصر» بزعامة رئيس الـــوزراء حيدر الـــعـــبـــادي، و«ائــــتــــالف دولــــة الـــقـــانـــون» لــنــائــب رئيس الجمهورية نــوري املالكي، و«تحالف الفتح» برئاسة هـــادي الــعــامــري، و«تــحــالــف ســـائـــرون» لـزعـيـم التيار الــصــدري مقتدى الــصــدر، و«ائــتــالف الحكمة» لعمار الحكيم، عملت على برنامج االحتواء وفتحت أبوابها للشخصيات السياسية السنية لـخـوض االنتخابات فـي محاولة منها للتقليل مـن الصبغة الطائفية في البالد. ومــع أن الشخصيات السياسية السنية لها قوائمها التي تنخرط فيها أيضا شخصيات سياسية شيعية إال أن كبار قــادة السنة يسعون إلبــراز تحالف خاص بهم داخل البرملان القادم، وهو ما بحثه نائب الرئيس الـــعـــراقـــي أســـامـــة الــنــجــيــفــي ورئـــيـــس الـــبـــرملـــان سليم الجبوري ونائب رئيس الـوزراء السابق صالح املطلك فـي اجتماع مغلق بحث مــدى إمكانية إقـامـة تحالف برملاني سني داخل املؤسسة التشريعية يكون مختلفا عن التحالف السابق الذي كان ضعيفا وغير مؤثر. ويــعــتــبــر قـــــادة الــســنــة أن هــــذه االنـــتـــخـــابـــات ستكون مختلفة عن سابقاتها، إذ تسعى إلخراج البالد من عنق الزجاجة، وتعمل على تقليص الطائفية مع تأكيدهم على أن صدق النوايا يحدده التزام الحكومة ومفوضية االنـــتـــخـــابـــات بـــالـــوعـــود واإلجــــــــــراءات الـــتـــي حددتها بخصوص ضمان حرية الناخب في التصويت وعدم القبول بأي نوع من الضغوط، التي يمكن أن تؤثر على إرادته أو تساعد في التالعب أو التزوير وهو ما شدد عليه النجيفي بضرورة تصحيح وضع البالد. مـن جهة أخـــرى، تـوعـد تنظيم «داعـــش» اإلرهــابــي في تسجيل صوتي باستهداف مراكز االقتراع والناخبني خالل االنتخابات البرملانية املرتقبة في العراق. وفــــي رســـالـــة صــوتــيــة عــلــى تــطــبــيــق تـــلـــغـــرام، توجه املتحدث باسم التنظيم املتطرف أبــو حسن املهاجر إلــى الـسـنـة لثنيهم عــن املــشــاركــة فــي أول انتخابات بـرملـانـيـة تـجـري بـعـد إعـــالن رئـيـس الـــــوزراء العراقي حيدر العبادي دحر «داعش».