السعودية: نطالب بتحقيق دولي في جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيني هجوم نظام بشار على األبرياء جرمية تستدعي ردعا دوليا حازما ندعو إلفراج عاجل عن املعتقلني واملختطفني السوريني وإيضاح حالة املغيبني
نؤكد حتمية انسحاب الكيان الصهيوني من جميع األراضي احملتلة إيران تدعم قوى التمرد في اليمن ولبنان وسورية وآن أوان احلسم
أكـدت اململكة مركزية قضية فلسطني بالنسبة لألمة العربية، وعلى الهوية العربية للقدس الشريف، وعلى حق دولة فلسطني في السيادة على كل األرض املحتلة عام ١967 بما فيها القدس الشريف. وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث يوم ،30/3/20١8 وما تالها ومحاسبة إسرائيل على جرائم قتل املتظاهرين املدنيني العزل وإيقاع العقاب الرادع على مرتكبيها. جاء ذلك في كلمة اململكة أمام مجلس األمن في جلسة املناقشة املفتوحة لبند «الحالة فـي الـشـرق األوســط بما فـي ذلــك املسألة الفلسطينية»، التي ألقاها املندوب الدائم للمملكة السفير عبدالله بن يحيى املعلمي أمس األول (الخميس)، وقال: «إن عالء الزاملي (4١ عـــامـــا)، وحــســني مــاضــي (4١ عـــامـــا)، ومحمد أيــــوب (4١ عـــامـــا)، أطــفــاال فــي عــمــر الـــزهـــور، و04 طـفـال مثلهم، كـانـوا يـــرددون أناشيدهم الوطنية: العودة حق كالشمس تشرق في الروح وفي النفس وشـعـاع الـحـق سيحملنا لفلسطني ونــور القدس. شـعـاع الـحـق، الــذي كفلته لهم الــقــرارات واملواثيق الدولية، شعاع الحق الذي لم يتمكنوا من مشاهدته بسبب رصاص قوات االحتالل الذي أطلقه عليهم وعلى زمالئهم جنود االحتالل بدم بارد، وبال رادع من ضمير أو إنسانية». وأضاف «لم يطلب الفلسطينيون شيئا سوى الحق، الحق في الحياة، الحق في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، الحق في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم املستقلة وعاصمتها القدس الشريف، الحق في مطالبة مجلس األمن بإنفاذ قراراته املتعلقة بحماية الشعب الفلسطيني، السيما القرار رقم 605 لعام ١987 والقرار رقم 904 لعام .»١994 ولفت املعلمي إلـى أن اململكة تؤكد على حتمية انسحاب إسرائيل من جميع األراضـي العربية املحتلة بما فيها الجوالن العربي السوري املحتل، وتؤكد في الوقت ذاته على التمسك بالسالم خيارا استراتيجيا، وعلى حل الصراع العربي اإلسرائيلي وفق مبادرة الــســالم الــعــربــيــة الــتــي تــقــدمــت بــهــا بــــالدي فــي عام .2002 وتــابــع «لــقــد أكـــد عــلــى هـــذا املــوقــف املبدئي الثابت خــادم الحرمني الشريفني املـلـك سلمان عندما أعلن في القمة العربية الـ92، أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا األولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه املـشـروعـة وعـلـى رأسـهـا إقامة دولته املستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وفـــي شـــأن آخــــر، أكـــد الــســفــيــر املــعــلــمــي أن إيـــــران ال تـــزال تــمــارس تـدخـالتـهـا الـفـاضـحـة فــي الشؤون الداخلية للدول العربية وتبث اإلرهـاب وتدعمه وتتبناه، مشيرًا إلى أنها هي الداعم األول لحزب الله اإلرهابي الذي يمارس سطوته وتسلطه في لبنان، ويشعل فتيل الحرب في سورية، ويرتكب فيها أســوأ مـمـارسـات القتل والـحـصـار والتطهير العرقي. ونــــوه إلـــى أن إيــــران تــدعــم قـــوى الــتــمــرد واالنقالب مــن ميليشيات الـحـوثـي فــي الـيـمـن، وتــزودهــا بـاألسـلـحـة ومنها الـصـواريـخ الـتـي تتعرض لها مــدن اململكة، إذ وصــل عــدد الهجمات الصاروخية على السعودية إلى هذه اللحظة 52١ هجمة، مبينا أن تقارير مستقلة من األمم املتحدة أثبتت أن الصواريخ التي استهدفت الــســعــوديــة مــن صـنـع إيـــــران، حـيـث أوضـــح الـتـقـريـر الـنـهـائـي لفريق الخبراء رقم 68/20١8/S «أن إيـران ال تمتثل للفقرة 4١ من القرار ،)20١5( 22١6 حيث إنها لم تتخذ التدابير الـــالزمـــة ملــنــع الــتــوريــد أو الــبــيــع أو الــنــقــل بصورة مباشرة أو غير املباشرة إلى الحوثيني»، فيما أشار أيضا فريق سكرتارية األمم املتحدة لتطبيق القرار 223١ فـي تقريره األخـيـر رقــم ١030/2١7/S بعد زيارته للمملكة «الحظت األمانة العامة وجود ثالث مشغالت مصبوب عليها شعار مماثل لشعار مجموعة شهيد باقري الصناعية، وهي كيان مدرج في القائمة عمال بالقرار 223١ وتابع للمؤسسة اإليرانية للصناعات الفضائية الجوية التابعة لجمهورية إيران». واســتــطــرد املـعـلـمـي قــائــال «وبــنــاء عـلـى مــا أكــدتــه هذه التقارير، فـإن إيــران تنتهك بكل وضـوح وباستمرار قــراري مجلس األمــن رقــم 22١6 ورقــم ١322، وقد آن األوان ملجلسكم املوقر أن يتخذ موقفا حاسما تجاه إيران، وأن يؤكد أن املجتمع الدولي لن يقف مكتوف األيـدي ولن يتساهل إزاء هذه املمارسات الــعــدوانــيــة اإلرهــابــيــة الــتــي تــزعــزع األمـــن والسلم الـــدولـــي واإلقــلــيــمــي، كــمــا أن الــوقــت حـــان للتعامل بـجـديـة مــع حــزب الـلـه وكـشـف عملياته اإلرهــابــيــة في ســوريــة ولـبـنـان وأنــحــاء أخـــرى مــن الـعـالـم والتصدي لتسليحه غير الشرعي وممارساته الخارجة عن الدستور اللبناني». وفـــي الـــشـــأن الـــســـوري، قـــال املــعــلــمــي «تـــديـــن املــمــلــكــة بــشــدة الهجوم الكيميائي املروع الذي نفذه النظام السوري في مدينة دوما بالغوطة الشرقية بسورية وراح ضحيته عشرات األبرياء من النساء واألطفال، وهي جريمة تؤكد أن السلطات السورية ال ترعوي عن تكرار استخدام األسلحة الكيميائية في سورية إلبادة املدنيني. وهي جريمة تستدعي ردعا حازما ووقفة جادة من املجتمع الدولي لوضع حد لهذه املآسي اإلنسانية ومحاسبة مرتكبيها كائنا من كانوا». وأشار إلى أن اململكة «تجدد مطالبتها بالسماح الفوري للمساعدات اإلنسانية بالوصول إلى مستحقيها في كل أنحاء سورية بغض النظر عن انتماء اتهم العرقية أو الدينية أو املذهبية أو السياسية، كما تدعو إلى اإلفراج العاجل عن املعتقلني واملختطفني وإيضاح حالة املغيبني. وتسهيل عـودة النازحني والالجئني عـودة كريمة نبيلة إلـى ديارهم وأماكن اختيارهم». وتابع «لقد عبرت اململكة عن حرصها على مد يد العون واإلغاثة إلى الشعب السوري الشقيق والعمل على التخفيف من معاناته ولذلك أعلنت عن التبرع بمبلغ 00١ مليون دوالر في مؤتمر دعم مستقبل سورية واملنطقة الذي عقد في بـروكـسـل 25 أبـريـل الــجــاري. وبـذلـك بلغ مجموع مــا قــدمــتــه املـمـلـكـة الــعــربــيــة الــســعــوديــة لألشقاء السوريني في الداخل السوري ودول الجوار نحو مليار دوالر». وخــلــص إلــــى الـــقـــول إن «املــمــلــكــة تــؤكــد مجددا عـلـى ضــــرورة إيــقــاف هـــذه املــأســاة الــتــي يتعرض لــهــا الــشــعــب الـــســـوري والــعــمــل عــلــى انــتــهــاج الحل السلمي الـقـائـم على مــبــادئ إعــالن جنيف١ وقرار مجلس األمــن الـدولـي 2254 وأهمية اضـطـالع املجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية املدنيني في سورية، وأن الحل األمثل لهذه األزمــة يتمثل فـي تحقيق تـوافـق ســوري وإجـمـاع يحقق متطلبات الـشـعـب ويـنـهـي مـعـانـاتـه وتـحـقـيـق آمــالــه وطــمــوحــاتــه فــي الحرية واالستقرار والرخاء».