هيئة األرصاد من القاهرة إلى «الربع اخلالي».. هل حتررت من «العصا والسبورة»؟
األربــعــاء.. كــان يــوم «األرصــــاد» بـال مـنـازع، إذ بثت الهيئة املعنية برصد ومتابعة تغيرات الـطـقـس و«الــحــالــة املــطــريــة» نـحـو 14 تقريرا عــن أنـشـطـتـهـا، بــــدأت بــالــقــاهــرة وانــتــهــت في «الربع الخالي» إذ تخطط الهيئة - كما أشار نائب رئيسها الدكتور أيمن غالم - إلى تغطية 09٪ مـــن جــغــرافــيــا الــســعــوديــة وصـــــوال إلى الـربـع الخالي بـاألقـمـار الصناعية ومحطات الـرصـد األتوماتيكية لضمان دقــة عالية في الـــرصـــد الـــجـــوي. ومـــن الــقــاهــرة أعــلــن رئيس األرصــاد الدكتور خليل الثقفي أثناء إطالقه اجـــتـــمـــاع مــجــلــس الــــــــــوزراء الــــعــــرب املعنين بشؤون األرصاد، أن الهيئة ستحقق من خالل مبادراتها املعلنة «أقصى منفعة وفائدة في األرصـــــاد».. بتوفير املـعـلـومـة فــي أســـرع وقت وأطـــــول مـــدة مـمـكـنـة وإيــصــالــهــا قــبــل وقتها للحد مــن تأثير الـظـواهـر الـجـويـة املحتملة.. و«املتطرفة». لــم تصمد األخــبــار املـتـدفـقـة مــن الهيئة غير بضع ساعات حينما «تدفقت» األمطار بكثافة على مدن سعودية عدة بما فيها العاصمة، إذ دفعت الرياح والعواصف الترابية «املتطرفة» عـشـرات مـرضـى الحساسية إلــى املستشفيات بــحــثــا عـــن جــرعــة أوكــســجــن، بــعــدمــا عجزت كـــمـــامـــات األنـــــــف والــــفــــم الـــتـــي نــصــحــت بها «الصحة» في تحصن مرضاها. ومع كثافة أخبار األرصاد بحثت «عكاظ» عن تنبؤات حقيقية عن أمطار الرياض والقصيم فـعـثـرت عـلـى تـقـريـر روتـيـنـي اعــتــادت الهيئة على بثه فـي السابعة مـن صـبـاح كـل يــوم وال يثير انتباه أحـد. وبحسب التقرير الروتيني فـإن األرصــاد توقعت في يـوم أمطار القصيم والــــريــــاض عــلــى ســبــيــل املـــثـــال هــطــول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تسبق برياح نشطة في سبع مدن بما فيها املدينتان.. أما الرياح السطحية - طبقا للتقرير التلقيني- فستهب على البحر األحمر، شمالية إلى شمالية غربية على الشمال، وجنوبية غربية على الجنوب لــكــن واقـــــع الـــحـــال دحــــض الــتــقــريــر الشمالي الجنوبي بعدما هبت الـريـاح على املدينتن من كل مكان، ونالت القصيم نصيبها فتعطلت حركة السير واقتلعت لوحات ومحالت وقالعا طبقا ملا نشرته «عكاظ» (الخميس) من مشاهد وكعادتها نجحت الهيئة في اإلفالت من عتب أهـــل الـــريـــاض والــقــصــيــم، وردت عــلــى العتب بـلـسـان املــتــحــدث بـاسـمـهـا حـسـن القحطاني الـــذي أحـــال الـعـاتـبـن إلــى الـتـقـريـر الـــذي تنبأ بهطول أمطار وحدوث حالة غبارية في املدن السبع.. ولم يتسن للمتابع التيقن من مصداقية التنبؤ الذي يصيب ويخيب مرات ومرات ولم يأخذ املتابع التقرير بمحمل الجد.
لــعــل هــيــئــة األرصــــــــاد وعــــت درس األربعاء لـتـفـعـيـل مـحـطـاتـهـا وتـغـيـيـر نــمــط تقاريرها لـتـنـافـس قــنــوات الــتــلــفــزة الــتــي أوكــلــت مهمة صـــيـــاغـــة وتـــــــــالوة نـــــشـــــرات الـــطـــقـــس ألفضل مذيعيها فأضحت نـشـرات «الـحـالـة املطرية» محل مـشـاهـدة عالية بعدما تــحــررت النشرة من كالسيكية العصا والسبورة.. وفي الخاطر حكاية مذيعي النشرة الجوية في بلد أفريقي طـلـبـوا مــن رئـيـسـهـم تـخـصـيـص «بــــدل لبس» يحسن مظهرهم فـي الـشـاشـة.. فـارتـدت إليهم مــطــالــبــهــم.. مــالــكــم والــبــدلــة وربــطــة العنق؟.. كفاكم العصا والسبورة!