Okaz

فتّش عن التعليم

- د. إبراهيم إسماعيل كتبي *

خــطــوة مـهـمـة وفـــي االتــجــا­ه الـصـحـيـح تـلـك الــتــي أعـلـنـهـا مـعـالـي وزير التعليم الـدكـتـور أحـمـد العيسى عــن عــزم الــــوزار­ة إطـــاق مجموعة من البرامج التدريبية االختيارية للمعلمن واملعلمات خال فصل الصيف بحوافز متنوعة. وتكمن أهمية هـذه البرامج، ويصل عددها إلـى 400 برنامج، فـي أكثر مـن داللــة، أولـهـا حـرص الـــوزارة -مـن حيث املوضوععلى االهتمام أكثر بتدريب املعلمن واملعلمات باعتبارهم الثروة األهم لرسالة التعليم. األمـــر الـثـانـي -مــن حـيـث الـتـوقـيـ­ت- هــو اسـتـثـمـا­ر اإلجــــاز­ة الصيفية في تدريب مفيد، خاصة أن موسم الصيف طويل ومتصل لعدة أشهر.. ومع أن العطلة الصيفية فرصة اللتقاط األنفاس بعد عام دراسي كامل، لكن رسالة التعليم تستحق املزيد من التدريب الهادف في جوانب مختلفة لارتقاء بالعطاء النوعي، وفي ذلك يتنافس املتنافسون. ثالث الدالئل املهمة أن استغال اإلجـازة الصيفية بهذه البرامج يعكس استشعار الـوزارة لحجم التحديات امللقاة على التعليم، فبادنا تقتحم مرحلة جـــادة مــن التطوير الـــذي يحتاج إلــى جـــودة طموحة ومتقدمة للتعليم، وإزالة الفجوة العلمية واملهارات بن التعليم العام وبن التعليم الجامعي والعالي بشكل عـام، حيث ظلت شكوى الجامعات من ضعف مدخاته من الثانوية العامة حالة مزمنة لسنوات طويلة خلت. أيضا تحديات عصر التطور تستلزم الخروج من الصندوق واألسلوب التقليدي، ويكمن مفتاح هذه املعادلة في أمرين؛ أولهما العقل العلمي بكافة تخصصاته، والـثـانـي فـي املناهج واملــقــر­رات التي لـم يعد لدينا وقت وال رفاهية االنتظار الستكمالها، لنتمكن من اللحاق بركب العصر وتطبيق أحدث أساليب التعليم، وحقا قطعت الـوزارة شوطا مميزا في ذلـك، لكن البـد أن تتازم قــدرات املعلمن واملعلمات مع طبيعة املرحلة، ونثق تماما في كفاء اتهم وإخاصهم. جميعنا يدرك جيدا أن هذه العملية ليست سهلة وال بسيطة، وتستغرق زمنا بحساب السنن حتى تؤتي ثمارها، فنحن نتحدث هنا عن مشوار تعليمي للطالب والطالبة يستغرق نحو 16 عاما من االبتدائية حتى الشهادة الجامعية، وتزداد السنوات مع الكليات التطبيقية. إن تنظيم 400 برنامج تدريبي ملعلمن ومعلمات خال اإلجــازة، أظنه مكسبا كبيرا لهم في تخصصاتهم من حيث املهارات، وهي قيمة عظيمة وثـمـرتـه أعـظـم بـالـعـطـا­ء لـبـنـاء املجتمع بعقل إيـجـابـي ومتحفز للعلم والعمل ملستقبل الوطن. نــريــد أن نــذيــب الــفــجــ­وات فــي الـنـظـام التعليمي بــن مــراحــلـ­ـه، ونتمنى الـوصـول إلـى نماذج الــدول املتقدمة التي ال تهدأ في التطوير للتعليم وللقائمن عليه، ومن اطلع على التعليم في تلك الدول، يجده في سباق ال يـهـدأ ويسابق العصر ويحظى باهتمام مـراكـز الــدراســ­ات والخبراء واملعلمن واملعلمات واألكاديمي­ن وحتى الدارسن والدارسات، واملثير لإلعجاب أنهم ال يضيعون وقتا بـل يستثمرون إجـازتـهـم فـي التعليم وتطبيقاته الجديدة. بقيت نقطة ذات صلة وهـي ملتقى املعلمن واملعلمات الـدولـي، والذي يتوج اهتمام الــوزارة بخطتها لتنفيذ ما يخصها ضمن (رؤيـة )2030 ففي هـذا العصر املفتوح على مصراعيه للتقدم العلمي والتقني، يبدأ قياس تطور الشعوب بالعلم واألبحاث واالبتكارا­ت، أو كما نقول (فتش عن التعليم) وفـي مثل هـذا امللتقى بجلساته وورش العمل والحضور املـحـلـي والـــدولـ­ــي مــن الــخــبــ­راء واملـتـخـص­ـصـن، تــكــون الــفــرصـ­ـة عظيمة لتاقي التجارب التعليمية والتعرف على األحدث بما يسهم في تسريع املشروع الوطني للتعليم. أخيرا إن برامج التدريب الصيفية وامللتقى الدولي يمثان فرصة سانحة لاستماع إلى صوت املعلمن واملعلمات وتحديات رسالتهم، وال بد أن يصل صوتهم والتفاعل معه حتى يتحقق الهدف املنشود. تحية تقدير للوزارة وألهل التعليم كافة، والله املوفق.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia