كل شيء سيكون على ما يرام!
- مـن مدينة الحب والـضـبـاب، مـن عاصمة وجـدانـي أعلى غيمة ماطرة في شتاء بارد أرسل التحايا.. - ومــن أعــلــى قـمـة فــي قلبي أقــف ألنــبــض بــشــيء مــن حنينهم وحـبـهـم الـــذي يسكنني، وأرتــــب بــوحــًا يليق بـهـم ليصل إلى قلوبهم. الحب كعادتي أصل متأخرًا في كل مرة وأبوح متأخرًا أيضًا، وها أنا ذا أحاول أن أتدارك ذلك ألكسب القليل من باالعتراف باألسف ولو أن آسف ال تكفي، آسف: عن خوف أمي خلف باب االنتظار، وعن فرحة كان ينتظرها أبي ولم أحققها كما يريد. وعن جدي الذي استقبلني بالدموع حني ولدت ولم أسعده كما يستحق وكنت املتعلم الــذي يرى بأن االنفتاح ونبذ تقاليد القرية هو الحل، عــــــن أحــــــامــــــي حــــــني أقــــــــف أمامها مــتــأخــرًا وأراهـــــا بـعـد أن كــانــت تريد أن تـحـتـضـنـنـي تــرحــل قــبــل أن أفوز بدفئها ونشوتها عن حبيبتي الــتــي غــــادرت قلبها قــــبــــل ســـــنـــــني، اآلن أعـــــــتـــــــرف: لم تغادرني رغم ذلك، «علموا الظالم ترى املظلوم راضي» مـــرارًا فهمي -بـمـزاجـيـتـي الصعبة- أبـهـا، من عن صـديـقـي الـــذي حـــاول ولكن دون جدوى... عن بعض كتبي الـتـي كساها أنظف عقلي بها، عن شيء كتبته ولم أستطع نشره خوفًا من «الطقطقة». عن الكثير والكثيرين آسف ألنني لم أصل مبكرًا.. - بــني حــني وحــني نـحـتـاج لــذلــك الــبــوح، بــوح حـــار، نستلذ به ألنـفـسـنـا ونــشــاركــه قــلــوب اآلخـــريـــن، نـحـتـاج بــشــدة أن نعتذر ألنفسنا أوال، ألشائنا املترامية حتى نستطيع بناء ها وترميم ما أفسده الكره واملـكـابـرة.. وأن البوح طريق لاعتراف بهذه األخطاء. «فإذا كرهت خسرت حبك كله». - اآلن وعدت نفسي أن أكون سعيدًا.. أن أحافظ على ذلك السام الداخلي، وأن أحظى بالكثير من الهدوء وأن أخطو واثقًا دون أن أتـعـثـر وأن يــكــون كتفي متكئا لـكـل مــن أجـهـدتـه خطواته املثقلة بأوزار الحياة.. كل شيء سيكون على ما يرام.
الـغـبـار دون أن أمسحها أو أن