Okaz

وصلت إلى العيون !

-

يقول خبر نشرته « عكاظ » خال األيام املاضية، أن وزارة الصحة أعلنت عن ضبط وافد اتخذ مـــن شــقــتــه عـــيـــاد­ة ملــمــارس­ــة «طــــب وجراحة» العيون باملدينة املنورة، وهي حسب الخبر لم تعلم عنه مـع وجــود إدارة للشؤون الصحية بطيبة إال بـعـد تلقي بــاغ مــن مـتـضـرر عبث ذلك الوافد بعينيه فلما أفاق على حقيقة أنه تعامل بسذاجة مـع «دعـــّي» يـدعـي أنــه طبيب عيون كان الضرر قد لحق بعينيه العسليتن! وألن أدعـــيـــ­اء الــطــب والــصــيـ­ـدلــة واملختبرات تكاثروا حتى أن آالفًا منهم ظلوا يعملون في املستشفيات العامة والخاصة بشهادات مزورة حـيـث ُنــ

ِشــر مــن قـبـل عــن تـلـك الــحــاال­ت وقيام الـــــوزا­رة بـاكـتـشـا­فـهـا بـعـد ســنــوات مــن عملها وإنــهــاء عــقــودهـ­ـا، فـــإن حـكـايـة الــوافــد املدعي لتخصصه فــي جــراحــة الـعـيـون لــم تفاجئني كـثـيـرًا ولـــوال التبليغ عـنـه مــن ِقــبــل الشخص الـــــــذ­ي تـــضـــرر مـــنـــه لـــظـــل يــســتــق­ــبــل الحاالت ويجري العمليات «والعيون الطمش من تحت املـشـارط فيها خــوف»! لتوقع أصحابها وهم تحت التخدير املوضعي أنهم قد وقعوا تحت يد نصاب استحل عيونهم ليعبث بمشارطه فيها، مقنعًا إياهم أنه يخفض أجور العمليات لهم تقديرًا لرقة حالهم «يا حنون!» ولست أدري إن كان اللوم يقع على الضحايا السذج الذين ينساقون وراء الدعاية الشخصية املنقولة لهم عن وجود طبيب حاذق يعالجهم بأقل األسعار مع أنه ليس بطبيب، أو أنه على األقــل يعمل دون ترخيص رسمي أو ضوابط صحية وفــي شقة خـاصـة، أم يقع الـلـوم على مفتشي الـشـؤون الصحية الـذيـن تسامع أهل املدينة عن الطبيب املدعي وعيادته وعملياته وهـــم «خـــــارج الــتــغــ­طــيــة»، أم يــقــع الـــلـــو­م على التعقيدات واملــواعـ­ـيــد املـتـبـاع­ـدة الـتـي تواجه مرضى العيون عندما يراجعون املستشفيات الــعــامـ­ـة إلجــــراء عـمـلـيـات جــراحــيـ­ـة، أو املبالغ الــتــعــ­جــيــزيــ­ة عـــنـــدم­ـــا يــــراجــ­ــعــــون العيادات واملـسـتـش­ـفـيـات الــتــجــ­اريــة فـيـضـطـر الضعفاء منهم لتلمس العاج بأرخص األثمان فيكون مثل ذلك املدعي لهم باملرصاد. وأخــيــرًا فــإن مـعـانـاة الضعفاء مــن الــنــاس مع الصحة ومستشفياته­ا هـي مـعـانـاة عظيمة، ولست أدري إن كانت الــوزارة تعلم بها وهي غير قـادرة من حيث اإلمكانات على رفعها أم أنـهـا تتلقى تـقـاريـر مــن «املــديــر­يــات» بــأن كل األمور على ما يرام! * كاتب سعودي

 ??  ?? على خفيف محمد الحساني * mohammed.ahmad568@gmail.com
على خفيف محمد الحساني * mohammed.ahmad568@gmail.com

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia