ضرورة إعادة التفاوض مع إيران
أوباما تجاهل القلق الذي أعرب عنه بصوت جهير «حلفاؤنا اإلستراتيجيون الرئيسيون في الخليج» أوباما قال إن لديه خطًا أحمر إذا تم تجاوزه فسيؤدي ذلك إلى مضاعفات.. لم ُيتبع قوله عمًال
تـم فـي عــام 2015 التوصل إلــى اتـفـاق بني إيـــران و6 قــوى عاملية (الــواليــات املتحدة، واملـــمـــلـــكـــة املــــتــــحــــدة، وروســـــيـــــا، وفرنسا، والــصــني، وأملـانـيـا). واعـتـبـر منذ إبــرامــه أبــرز إنجازات السياسة الخارجية إلدارة الرئيس األمـريـكـي السابق بـــاراك أوبــامــا الـتـي اسـتـمـرت ثماني ســنــوات. وهــو أمر ليس مفاجئًا، بحكم افتقار السياسة الخارجية خالل فــتــرتــي رئـــاســـة أوبــــامــــا ووزيــــــــرة خــارجــيــتــه هيالري كلينتون امللحوظ لــإنـجـازات. وأدى االتــفــاق إلــى رفع العقوبات االقتصادية عن إيــران، في مقابل قيود على برنامج الطاقة النووية اإليراني. ومـا لم يكن مدهشًا أيضًا أن صفقة البرنامج النووي اإليـــرانـــي لــم تـخـل مــن مــعــارضــني ادعـــــوا أنــهــا لــم توفر ضمانات بـأن إيــران لن تستطيع تطوير قنبلة نووية. كــمــا أثــيــر الــقــلــق أيـــضـــًا، خــصــوصــًا مـــن جــانــب رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتنياهو، من أن إيران حني تشعر بالقوة، وتعزز وضعها املـالـي، ستلجأ ببساطة إلــى مساندة الـبـلـدان املتطرفة األخــرى فـي سعيها إلى الحصول على أسلحة نووية. وبـــمـــا أنـــنـــا (فــــي بــريــطــانــيــا) ســنــنــســحــب مـــن االتحاد األوروبــــــي، فسنستعيد قــدرتــنــا عـلـى اتــبــاع سياستنا الخارجية الخاصة بنا، وستكون تلك الفرصة مواتية لنساند الــواليــات املتحدة ضـد االتــحــاد األوروبــــي، في شـأن تحسني الـوضـع بالنسبة إلـى تهديدات إيــران في الــشــرق األوســــط. والــواقــع أن رئــيــس الــواليــات املتحدة الـجـديـد جـهـر بـانـتـقـاداتـه للصفقة الــنــوويــة مــع إيران التي توصل إليها سلفه بالتعاون مـع ممثلة االتحاد األوروبــي البارونة كاثي آشتون. وفي ضوء ذلــك، سنكون بحاجة ملعرفة عـدم إيمان الـــرئـــيـــس دونــــالــــد تـــرمـــب باالتفاق، وتــــقــــويــــم الـــكـــيـــفـــيـــة الــــتــــي يمكننا أن نــســانــده بــهــا إذا حـــــاول إعــــادة التفاوض على االتفاق. وكــان ملحوظًا أن الـرئـيـس أوباما وشــركــاءه الـتـفـاوضـيـني تـجـاهـلـوا - فــي غــمــرة استعجالهم الـتـوصـل إلى صــفــقــة، وخــلــق تــركــة ألنـفـسـهـم - القلق الــــذي أعــــرب عــنــه بــصــوت جـهـيـر (حلفاؤنا اإلستراتيجيون الرئيسيون فـي الخليج، وإسرائيل)، من أن االتفاق ركز على األسلحة النووية إلى درجة أنه أهمل التدخالت اإليرانية في املنطقة. لقد شهدنا خــالل الـسـنـوات املـاضـيـة إيـــران تتدخل في الــعــراق، وســوريــة، وتسعى لزعزعة اسـتـقـرار البحرين، وتـــوفـــر الـــدعـــم االقـــتـــصـــادي والــعــســكــري للمتمردين الـحـوثـيـني فــي الـيـمـن، وتــوصــل دعـمـهـا لـحـزب الـلـه في لــبــنــان. وقـــد أســهــم هـــذا الــســلــوك الــعــدوانــي فــي زعزعة املنطقة بدرجة كبيرة، وزاد أوضاعها خطورة، خصوصًا بالنسبة إلى األقليات التي تعيش هناك. وإذا كانت هذه األمثلة غير كافية، فقد تم الكشف أخيرًا عن أن املغرب قطعت عالقاتها الدبلوماسية مــع إيــــــران، إثـــر الــســنــد اإليـــرانـــي لجبهة بوليساريو في الصحراء الغربية. إن الزيارة املرتقبة التي سيقوم بها الــرئــيــس تــرمــب للمملكة املتحدة ســـتـــكـــون فـــرصـــة مـــواتـــيـــة إلظهار عـــــالقـــــة جــــــديــــــدة ومــــحــــســــنــــة بني بلدينا، وللدفع قدمًا من أجل جبهة موحدة إلعـادة التفاوض على اتفاق مــع إيــــران. ويــجــب تـحـديـث االتــفــاق مع إيــران ليوضع فـي االعتبار القلق املتنامي لعدد من شركائنا اإلستراتيجيني في املنطقة. وتجب إعــادة التفاوض على وجــه الخصوص لضمان وقف إيــران مساعيها لزعزعة الحكومات فـي جميع أرجاء الـشـرق األوســـط، مـن خــالل تخليها عـن مساندة حزب الـلـه، وااللــتــزام بالشفافية فـي مـا يتعلق بتعامالتها الخارجية. لقد بذلت بريطانيا ما بوسعها للدفع باتجاه استقرار أمـنـي أكـبـر فـي املنطقة، خصوصًا مـن خــالل إنشائها قاعدة بحرية دائمة في خليج البحرين. وهو أمر مهم لتأكيد التزامنا بضمان الحفاظ على أمن الخليج. كما أنــه تجسيد عملي لحلفائنا بالتزامنا تجاه املنطقة على املدى الطويل. إن االتفاق النووي مع إيران بشكله الراهن ليس كافيًا، وعـلـيـنـا أن نـتـحـرك بــاتــجــاه االلــتــحــام مــع أمــريــكــا من أجل إعـادة التفاوض على االتفاق، ليعكس الحاجات األمنية الحقيقية لشركائنا في الخليج بشكل أفضل. وال يـعـنـي ذلـــك بـبـسـاطـة وضـــع حــد للعمل باالتفاق، وإنما هو - ببساطة - بحاجة إلى تحديث، ليستطيع الوفاء بمتطلبات حلفائنا في املنطقة. مــن املــعــروف أن أوبــامــا قـــال إن لــديــه خـطـًا أحــمــر إذا تـم تـجـاوزه فسيؤدي ذلـك إلـى مضاعفات. ولكن حني حــان الــوقــت لــم يـتـبـع قـولـه عــمــال. واألمـــر مــتــروك اآلن للمملكة املتحدة والرئيس األمريكي الجديد ليضمنا أننا سنعيد التفاوض على الصفقة النووية مع إيران، وليضمنا لنا أن خطوطنا الحمر لن يتجاوزها أحد مطلقًا.
زيارة ترمب املرتقبة لبريطانيا ستكون فرصة مواتية جلبهة موحدة إلعادة التفاوض على اتفاق مع إيران
* نائب حزب المحافظين بالبرلمان البريطاني عن دائرة شروزبري وآتشام بصوت القلم