كارثة االستثمار في «التعليم املوازي»
مـــــن املــــفــــتــــرض أن تــــكــــون للجامعات مجالسها العلمية ولجانها االستشارية الـــــتـــــي تـــنـــهـــض بـــــــدراســـــــة أي برنامج ومشروع قبل إقــراره وتتابعه بعد البدء في تنفيذه وتـحـمـيـه مــن أي خــلــل أو انـــحـــراف عــن الــغــايــة التي يـهـدف إلــى تحقيقها، وبــذلــك تضمن الـجـامـعـات أن تصبح لها شخصية اعتبارية تحقق لها االستقالل الذي ال تصبح بعده مجرد جهة حكومية تضبطها تــوجــيــهــات الــفــســح واملـــنـــع وتــخــضــع ملـــا تــخــضــع له جهات حكومية ال تملك خبراء وال مجالس وال لجان استشارية كالجامعات. ذلـك هو األمـر املفترض لـوال أنـه في جامعاتنا ليس كذلك، ولهذا تجد وزارة التعليم نفسها مضطرة بني وقت وآخر للتدخل موجهة وآمـرة وناهية ومطالبة ومانعة، وما كان لها أن تفعل ذلك لو أن الجامعات كانت من الرشد بحيث تقوم نفسها وتصلح شأنها بنفسها دون حاجة لتوجيهات الوزارة وتعليماتها. من ذلك قـرار الــوزارة بإيقاف برامج التعليم املوازي في كافة املستويات الجامعية إيقافا نهائيا وفي كل الجامعات التي كانت تعتمده، وذلك ألسباب لم يكن يليق بالجامعات أن تقع فيها برامجها وأن تتجاهلها حتى تضطر الــوزارة إلى اتخاذ مثل هذا القرار، من تلك األسباب:ضعف جودة مخرجات التعليم املوازي والـتـوسـع غير املــــدروس فــي هــذا الــنــوع مــن التعليم وعدم مراعاة حاجة املجتمع وسوق العمل وغير ذلك مـن األســبــاب الـتـي لـم يكن للجامعات أن تتجاهلها لوال أنها وجدت في النوع من التعليم مصدرا للدخل لها وملنسوبيها الذين يعملون في هذه البرامج بما تجنيه من رسوم لقاء التحاق الطالب ببرامج التعليم املــــوازي وذلـــك عـلـى حــســاب نـوعـيـة التعليم وجودة املخرجات وحاجة املجتمع وجيوب الطلبة. * كاتب سعودي