حماية املبلغني عن الفساد
من أسوأ ما يمكن أن ينخر في الكيان العام من أضــرار الفساد الــذي يرتكبه الـذيـن ال يخافون الله وال يخشون عقابًا. ومـــمـــا يــخــشــاه املــبــلــغــون عـــن الــفــســاد الضرر الــذي قـد يلحق بهم مـن إســاءة ملستقبلهم، لذا فقد أمـر خـادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بــن عـبـدالـعـزيـز، بتوفير الحماية الكافية لكل مــوظــف يــتــقــدم بــبــالغ ضــد مــمــارســات الفساد املـــالـــي واإلداري بــمــا يــضــمــن عــــدم التعرض للمبلغ وظيفيًا أو املساس بميزاته أو حقوقه، مــوجــهــًا الــهــيــئــة الــوطــنــيــة ملــكــافــحــة الفساد، «نـــزاهـــة»، بــالــرفــع عــن أي جــهــة تــقــوم باتخاذ إجـــراءات تأديبية بحق أي موظف أو املساس بأي حق من حقوقه أو ميزاته الوظيفية، بسبب تقديمه بالغًا للجهات املختصة عن ممارسات فساد فيها، إلى حني االنتهاء من نظام حماية الشهود والضحايا وسريانه. هذا وقد أوضح رئيس «نزاهة» الدكتور خالد بـن عبداملحسن املحيسن، أن صــدور هـذا األمر يؤكد اهتمام وحرص خادم الحرمني الشريفني وولي عهده األمني على مكافحة الفساد، وحماية مـصـالـح املــواطــنــني واملـقـيـمـني الــذيــن يقومون بواجبهم باإلبالغ عن حاالت الفساد، وضمان عدم تضررهم جراء تقديمهم البالغات. وأكد املحيسن أن القيادة الرشيدة ماضية بعزم وحزم في مكافحة الفساد بكافة صوره وأشكاله وعـدم التسامح مع الفاسدين، وتوفير ما يلزم لحماية املبلغني عن ممارسات الفساد وحفظ حــقــوقــهــم، انـســجـامــًا مــع رؤيــــة املـمـلـكـة ،2030 التي جعلت «الشفافية» و«النزاهة» و«مكافحة الفساد» من مرتكزاتها الرئيسة. وبـحـسـب مــا جــاء فــي «عــكــاظ» فــي 20 شعبان 93٤1هـ: فإن «نزاهة» كشفت في مذكرة رفعتها لــلــجــهــات الــعــلــيــا، تـلـقـيـهـا بـــالغـــات مـــن بعض مــوظــفــي الــجــهــات املــشــمــولــة باختصاصاتها بـشـأن مـمـارسـات منطوية على فـسـاد مـالـي أو إداري فــي تـلـك الــجــهــات، وعــنــد تنفيذ الهيئة إلجــــــراءات الــتــحــري والــتــحــقــق مــن صــحــة تلك الــبــالغــات، تــردهــا بــالغــات إلـحـاقـيـة مــن هؤالء املــوظــفــني تــشــيــر إلــــى تــضــررهــم جـــــراء تقديم بــالغــاتــهــم، وذلــــك بــاتــخــاذ إجـــــــراءات تأديبية بحقهم من قبل الجهة املبلغ عنها أو حرمانهم من بعض الحقوق أو املزايا الوظيفية. وأوضحت «نزاهة» في خطابها أن ما يتعرض لـــه املــبــلــغــون يــتــم عــلــى رغــــم مــحــافــظــة الهيئة على سرية هوية املبلغ وبياناته، إال أن بعض الــجــهــات تــتــوصــل إلــــى تــحــديــد هــويــة املبلغ، العتبارات عدة منها اختصاص املبلغ املباشر باملعلومات املبلغ عنها، أو لكون املبلغ طرفا في املوضوع املبلغ عنه، أو لسبق قيام املبلغ بإبالغ جهته عن محل البالغ دون أن تتم معالجته. السطر األخير:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء. * كاتب سعودي