ماذا قال جمال ناجي لـ قبل رحيله؟
غيب املوت مساء األحد املاضي الروائي جمال ناجي عن عمر يناهز 64 عاما؛ إثر جلطة قلبية أصابته استدعت نقله إلى مستشفى األمير حمزة في العاصمة األردنية عمان، قبل أن يفارق الحياة. وتـــمـــيـــزت مــســيــرة الــــراحــــل بــالــكــثــيــر من املحطات اإلبداعية، فالراحل قاص وروائي صدر له الكثير من الروايات، منها تجربته للتدريس في محافظة القنفذة التي أوجزها في عمله األول «الطريق إلى بلحارث»، وله أعــمــال مـنـهـا: «مـخـلـفـات الـــزوابـــع األخيرة»، «الــحــيــاة عــلــى ذمـــة املـــــوت»، «لــيــلــة الريش»، «عندما تشيخ الـذئـاب»، وحصل على جائزة الدولة التقديرية. وكـانـت «عـكـاظ» تواصلت مـع الـراحـل قبل أيام معدودة الستطالع رأيه في قضية لم تنشر بعد، حول ظاهرة اإلصدار األول وهل يمكن أن يحقق جــوائــز؟ ليأتي رده قـائـال: «مــن املمكن أن يفوز عمل أول بجوائز، شريطة أن تسبق الكتابة ثقافة أدبية ولغوية وتجربة حياتية وقــدرات إبداعية تــؤهــل صـاحـبـهـا لـتـقـديـم عــمــل مـتـمـيـز، ومـــع أن مثل هـذه الـحـاالت نــادرة، إال أنها مـوجـودة عبر التاريخ، مارغريت ميتشل لم تكتب سوى رواية "ذهــــب مــع الـــريـــح" وآرثــــر رامــبــو لــم يـكـتـب سوى ديوان شعري واحد. هنالك عدد من األمثلة التي يمكن ذكرها ، لكنها شكلت في حينها عالمات فارقة في التاريخ األدبي. وفيما يتعلق بحصول العمل األول للكاتب على جوائز فهذه مسألة فيها نظر ألن الجوائز ذاتها تحتاج إلى إعـادة نظر ، لكن تظل هذه اإلمكانية واردة ألن املسألة تتصل بالقيمة اإلبداعية واملعرفية للعمل بصرف النظر عن ترتيبه في تجربة الكاتب». وتولى ناجي رئاسة تحرير مجلة أفكار الصادرة عن وزارة الثقافة، وتميز بإنتاج واقع فني مواز لــلــواقــع الــحــيــاتــي، نتيجة لـتـلـك الــرؤيــة املمتدة والفكر الفلسفي واملـواقـف املتقدمة للوعي على عـالقـات الــواقــع، عــالوة على الـتـمـرس باألصول الــجــمــالــيــة والـــســـرديـــة الــتــي يــقــيــم عـلـيـهـا عمله الــروائــي، كما تميز بتعدد األصـــوات والتركيز على املسكوت عنه في املجتمع، إضافة إلى كون شــخــوصــه شـــركـــاء فـــي صــنــع األحــــــداث وليسوا شهودًا، سواء أكانوا رئيسيني أو ثانويني. وولـــد جـمـال نـاجـي فــي عقبة جـبـر (أريــحــا) في عام ،1954 حيث عاش طفولته املبكرة، ثم انتقل إلى العاصمة األردنية عمان، إثر حرب حزيران ،1967 وأقــــــام وتــلــقــى تـعـلـيـمـه فــيــهــا مــنــذ ذلك الحني، وحصل على دبلوم في الفنون التشكيلية، وعمل في مجاالت متعددة أهمها: التدريس في اململكة العربية السعودية 1975 – ،1977 ثم في الـعـمـل املـصـرفـي 1978 – ،1995 فـمـديـرا ملركز انتلجنسيا لـلـدراسـات السياسية واالقتصادية ،2004 –1995 ورئـــيـــس تــحــريــر مــجــلــة أوراق مــا بــني 2001 ،2003و ورئــيــس املــركــز الثقافي العربي في عمان 2009 – ،2016 ورئيس تحرير مجلة أفكار التابعة لــوزارة الثقافة األردنية في العام 2017 وهو كاتب متفرغ. ولــنــاجــي، الــــذي كـــان مـــن بـــني الـــروائـــيـــني الذين شاركوا في فعاليات ملتقى فلسطني األول للرواية الــعــربــيــة، ونـظـمـتـه وزارة الـثـقـافـة الفلسطينية العام املاضي، مسيرة روائية وإبداعية كبيرة في مجاالت عدة، ما بني روايته األولى «الطريق إلى بلحارث» وصدرت عام ،1982 وروايته األخيرة «موسم الحوريات» وصدرت عام .2015