جترع السم في إيران !
يـبـدو املـرشـد اإليــرانــي خامنئي مرعوبا مـن فـكـرة إلغاء االتــفــاق الــنــووي، ومـنـذ أظـهـر الـرئـيـس األمــريــكــي ترمب شكوكا بجدوى االستمرار فيه واملرشد يطلق التصريحات التي تتوعد الغرب بالويل والثبور في حالة االنسحاب منه ! ومـــن يـــراجـــع مـــواقـــف خــامــنــئــي أثـــنـــاء مــفــاوضــات إبرام وإعـــان االتــفــاق يـجـده مـعـارضـا لــه، بـل ووصــل األمــر به إلى اتهام حكومة الرئيس روحاني بالتفريط بمصالح األمـــة اإليــرانــيــة، واسـتـمـر مـوقـفـه املتحفظ العلني حتى هددت اإلدارة األمريكية الجديدة باالنسحاب منه، فأظهر موقفا مغايرا متمسكا باالتفاق محذرا من تداعيات عدم االلــتــزام بــه، وهــو مـا يعكس حقيقة لعبة تـبـادل األدوار بــن رمــوز السلطة فــي إيـــران فــي خــداع الشعب اإليراني وانتهاج سياسة املراوغة السياسية في عاقاتها الداخلية والخارجية ! خامنئي وصـف الوثوق باألمريكين عند إبــرام االتفاق بأنه أشبه بتجرع السم، وهو نفس ما قاله سلفه الخميني عند قبول إنهاء الحرب العراقية اإليرانية، فتجرع السم إعاميا يبدو الترياق املفضل للساسة اإليرانين لتبرير املواقف السياسية املتناقضة أمام الشعب اإليراني الذي يدفع فواتير مغامرات النظام اإليراني من قوت حاضره وطموحات مستقبله ! شخصيا ال أرجــو إلـغـاء االتـفـاق الــنــووي، وإنـمـا تعديله وإصــاح عيوبه وسـد ثغراته، وهـي عيوب وثـغـرات كان بـاإلمـكـان تافيها لــو أن إدراة الـرئـيـس أوبــامــا وضعت فــي االعــتــبــار مــخــاوف وشــكــوك وتــحــذيــرات وماحظات حكومات دول الخليح أثناء مفاوضات إبرام االتفاق ! فــهــنــاك حــاجــة مــاســة لــوجــود اتــفــاق جــيــد يـكـبـح جماح إيران ويضمن سلمية نشاطاتها النووية، وبعد أن جرب العالم السلوك اإليراني قبل وبعد االتفاق الحالي السيء الذي لم يضمن أمن املنطقة، باتت الحاجة ملحة التفاق جديد يضمن سلمية البرنامج النووي إليـران، ويطمئن جيرانها، خاصة في ظل واقـع تجاوزت أحداثه الشكوك واملخاوف من سياسات إيران التوسعية !