إلغاء التصحيح اآللي لالختبارات يربك املعلمني
املتفوق املكرفح يقهر اإلعاقة ويصطدم بتجاهل «اجلامعة»
اصطدم طموح الشاب املقعد أحمد بن علي املكرفح، بعدم تجاوب جامعة امللك عبدالعزيز. ما أدى إلى عدم قبوله ضمن أعضاء هيئة تدريسها، رغم حصوله من الجامعة ذاتها على درجة املاجستير في تخصص اللغة العربية بتقدير ممتاز عام .1435 وللمكرفح مسيرة علمية مضيئة، تستحق أن تــروى، لكل من يريد أن يتعلم العصامية واإلرادة واإلصــرار، إذ تخرج في كلية املعلمني بجدة قسم لغة عربية عـام ،1426 وكــان األول على دفعته، وحظي آنــــذاك بـالـتـكـريـم مــن مـحـافـظ جـــدة األمــيــر مـشـعـل بــن مــاجــد، فتقدم حينها على وظيفة معيد في الكلية، وبعد اجتيازه املعايير املطلوبة للترشح، اختير ضمن مجموعة للوظيفة املطلوبة. يقول املكرفح: «رفعت أوراقي إلى وزارة التربية والتعليم في الرياض فـوجـئ عــدد مــن معلمي وطـــالب مـــدارس نجران، بصدور قرار مدير عام تعليم املنطقة أمس األول (اإلثــنــني)، الـــذي يقضي بـإلـغـاء نـظـام التصحيح اآللـي الختبارات نهاية هـذا العام الـدراسـي. فيما أبدى عدد من املعلمني والطالب تذمرهم من القرار في هذا الوقت، خصوصا أن معلمني أعدوا األسئلة بناء على النظام ذاته. من جهته أكد املتحدث باسم تعليم نجران عبدالله الــشــهــري لــــ«عـــكـــاظ»، أن بــعــض املـــــــدارس لـــم تقم بـبـنـاء بـعـض األسـئـلـة وفــق املــواصــفــات الجديدة لالختبارات، التي وردت في دليل نظم وإجراءات آنــــــذاك، واســتــدعــى األمــــر ســفــره إلــيــهــا، لــكــن الــقــدر استبق األمــــل، إذ تـعـرضـت لــحــادثــة مـــروريـــة وأنــــا فــي طريقي إلـــى الـــريـــاض، قـضـيـت حـيـنـهـا مـــا يـــقـــارب الـــعـــام في املستشفى، لتلقي الـعـالج والـتـأهـيـل، وأصـبـحـت من فئة ذوي االحتياجات الخاصة مقعدًا على كرسي، ال أستطيع السير». وأضاف: «ورغم إعاقتي، لم أفقد األمل في إكمال مسيرتي التعليمية، وتحقيق بغيتي الـوظـيـفـيـة، فالتحقت بـبـرنـامـج املاجستير قـسـم اللغة الـعـربـيـة بـجـامـعـة املــلــك عـبـدالـعـزيـز، وبــعــد 4 سنوات من الجهد والبحث املستمر، منحت درجـة املاجستير بتقدير ممتاز، إال أنني حني تقدمت إلدارة الجامعة فوجئت بعدم قبولي ضمن أعضاء هيئة التدريس فيها. وأتمنى أن تنظر الجامعة فـي أمــري باهتمام، لتحقيق رغبتي فـي أن أصـبـح أكاديميا ضمن االخــتــبــار، وذلــــك حــرصــًا عــلــى مــا يــخــدم الطالب والطالبات ويحقق الهدف املنشود من االختبار، ولــذلــك تــم اسـتـبـدال أسئلة بعض املـنـاهـج لتكون متوافقة مع املواصفات املطلوبة. وأضاف الشهري: «هذا األمر تم بسالسة وسهولة ولم يؤثر على سير االخــتــبــارات بشكل نـهـائـي، نـظـرًا لتقبل املعلمني لــأمــر، وحــرصــهــم عـلـى أبـنـائـهـم الــطــالب، ونظرًا لـكـونـه فــي عــدد قليل جــدًا مــن املـنـاهـج الدراسية وفــي عــدد مــحــدود مــن املــــدارس فـقـد انـتـهـى األمر في حينه، والزمالء املشرفون التربويون يتابعون املـــــدارس مــن خـــالل زيــاراتــهــم املــيــدانــيــة اليومية مـــن أجـــل تــجــويــد وتــحــســني الـعـمـلـيـة التعليمية ومخرجاتها». منسوبيها». فــي املــقــابــل، أكـــدت جـامـعـة املــلــك عـبـدالـعـزيـز أن آلية قبول املتقدمني على وظائف معيدين (أعضاء هيئة تدريس) تتم بناء على الالئحة املنظمة من مجلس التعليم العالي، وتعتمد في الدرجة األولــى على املفاضلة بني املتقدمني من حيث املعدل الدراسي، واملــقــابــلــة الـشـخـصـيـة، ولــيــس صحيحًا أن بعض ذوي االحــتــيــاجــات الــخــاصــة مــحــرومــون مــن التقدم أو الــحــصــول عــلــى وظــائــف مــعــيــد، فـالـجـامـعـة تضم عــددًا مـن الـزمـالء مـن ذوي االحتياجات الخاصة، تم قبولهم معيدين في كليات مختلفة، ومن ثم تم ابتعاثهم للماجستير والــدكــتــوراه، وعـــادوا أسـاتـذة فـي الجامعة ولهم دور فاعل جــدًا في املهمات العلمية واإلدارية.