Okaz

سامحوني وحللوني!

-

بعض الناس هذه األيام ولست منهم، مثل القدير الراحل طالل مداح لسان حالهم يقول: «أنا جالس ومستني، على التليفون تطلبني، تقولي إني سامحتك، ضميري كتير معذبني، وأنا غلطان ومتأسف». ال شك أن التسامح صفة جميلة ومحمودة بني البشر، وبما أن شهر الخير على األبواب أكثر ما يصلنا هذه األيام هي رسائل (سامحوني وحللوني)، حتى أصيب جوالي الحبيب (بتخمة) من كثرتها! هذه البدعة، أو العادة السنوية أصبحت مستهلكة وتجتاح هواتفنا كل عام، فأغلب مرسلي هذه الرسائل مصابون بداء النسخ واللصق، ويرسلونها فقط للعادة أكثر من الغاية منها. فسبحان الله البعض تصيبهم (لعانة) وسوء أخالق وفظاظة طوال أيام السنة، وقبل حلول شهر رمضان يبدؤون بإرسال تلك الرسائل املـعـتـاد­ة بطلب الـسـمـاح والـغـفـرا­ن مـن الــنــاس، وتـلـك سنة حسنة ال أنكرها، ولكنها إن لم تكن صادقة ونابعة من القلب ما إن ينقضي الشهر الفضيل سوف ترجع ريما لعادتها القديمة! فبعض البشر يــؤذيــك ويــســيء إلـيـك ويـسـبـك ويغتابك ويــأكــل لحم أخيك وأبيك وعمك وخالك وسابع جدانك وقبل رمضان أقصى ما يمكن فعله هو أن يرسل لك تلك الرسالة التي أكاد أجزم أنه يحتفظ بها عامًا بعد عام. ومــا دونـهـمـا، ال ِصــالت رحــم، وال أخالق أو طلب للسماح. وبصراحة هـذه النوعية مـن الـنـاس والـرسـائـ­ل (تـرفـع ضغطي) وال أحـبـذهـا، فاملسامحة وفـضـائـل األخـــالق ال بــد أن تـكـون خصلة في اإلنسان على مدى حياته، فمنتهى النفاق أن يطلب أحدهم السماح من أحد وبعد انقضاء الشهر الكريم يعود لـ(لعانته) ويعود اآلخر للحقد عليه! وبـالـطـبـ­ع فـالسـفـة الــنــاس وحـكـمـاء زمـانـهـم ســوف يـقـولـون لــي هذا شهٌر كريم يا جاهلة والناس تتسامح فيه، وحضرتي ال أنكر هذه الخصلة الطيبة عليهم، لكن ما أنكره هو طلب املسامحة والغفران عـن الـــزالت واإلســــا­ءات فقط فـي هــذه األيـــام وبـعـد انقضائها تعود (شياطني اإلنس) منكم لتمارس نشاطاتها وإساء اتها على الناس! وبما أنـي لست مـن رواد مثل تلك الرسائل وال متداوليها، جلست أعـدد ذنوبي واستغفر عنها (أبــرك لـي)، وطلبت السماح من نفسي إذا أسأت لها في يوم، والحمد لله سامحتني واحتضنتني وقبلتني وهنأتني بقرب حلول شهر رمضان املبارك، وأرجو أن ال يتدخل أحد بيني وبني نفسي. وما عليكم مني، إذا أردتم السماح من الناس الذين أسأتم إليهم في يــوم، أو جرحتموهم، أو أكلتم أموالهم بغير وجـه حـق، أو تبليتم عليهم بما ليس فيهم، أو هجرتموهم، أو شتمتموهم، أو أو أو... فاطلبوا منهم السماح فور علمكم بغلطكم، وال تنتظرون وتبتدعون أشياء ما لها معنى، ثم تغثون الناس بسامحوني وأبيحوني! وكما تعلمون الشياطني تصفد في شهر رمضان الكريم، لذلك أعدكم سوف (أصفد) الشيطان الذي بداخلي بقدر ما أستطيع و(أشكمه)، كــل عـــام وأنــتــم بـخـيـر يــا أحــبــة، وال تــنــســو­ن أرجـــوكــ­ـم (سامحوني وحللوني). وأنا جالس ومستني.......... الـقـيـام بـواجـبـات اجتماعية، وال

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia