لبنان باع لبنان رسميًا للشيطان..
بعد انفضاض مولد أول انتخابات نيابية تـــجـــري فـــي لــبــنــان مــنــذ 9 ســـنـــوات يمكن لوسائل اإلعــام الدولية أن تخرج بعنوان رئـيـسـي فــي غـايـة الــوضــوح والـبـسـاطـة هــو (لـبـنـان باع لبنان للشيطان)، تعبيرا عن النتائج التي ألقت أخيرا بهذا البلد العربي املنهار سياسيا من الداخل في حضن صبية خامنئي بشكل علني وأسدلت الستار على لعبة القط والــفــأر، التي كــان يتسلى بمتابعتها اللبنانيون غير مدركني ما سيؤول إليه مصير بادهم. الــنــتــائــج االنــتــخــابــيــة لـــم تــكــن مــســتــغــربــة، بـــل متوقعة تماما، نظرا لتركيبة القانون االنتخابي الجديد الذي تم تفصيله بعناية على مقاس (حزب الله) ذراع إيران، أو باألصح حـذاء خامنئي في العالم العربي، ما يعني دخول اللبنانيني رسميا في النفق اإليراني املظلم قسرا نتيجة سلبية األغلبية وتسليمهم دولتهم ومستقبلهم لـنـواب (صـرمـايـة الـسـيـد)، كما يصفون أنفسهم، ولعل االنــفــات األمــنــي الـــذي تــا التصويت مـبـاشـرة وأعمال الــشــغــب الــتــي أثــارتــهــا املــجــمــوعــات (الــحــزبــاويــة) في قلب بيروت تمثل صافرة انطاق الفوضى والنزاعات األهلية التي ستنهي مرحلة السلم في لبنان حتى أجل غير مسمى. لكن األهم اآلن أنه بات من حق جميع القوى الدولية عدم التفريق بني حـزب الله اإلرهـابـي والحكومة اللبنانية، فــهــمــا كـــيـــان واحـــــد رســمــيــا الــــيــــوم، وبـــرضـــا الناخبني اللبنانيني الذين توجه 9٤٪ منهم لصناديق االقتراع ليشيعوا جــنــازة عـروبـتـهـم وســيــادة دولـتـهـم ويعلنوا لبنان محافظة إيرانية جائعة تحكمها الدراجات النارية ومجاميع (الزعران) وباعة (الحشيش) في حارة حريك. قـبـل أيـــام قطعت حـكـومـة املــغــرب عاقتها بــإيــران على خلفية دعم (حزب الله) للمتمردين الصحراويني، ومن حقها اليوم أن تقطع عاقتها بلبنان الذي يتمدد تحت أقدام هذا الحزب اإلرهابي، بل من حق جميع الدول التي قاطعت إيران قبل املغرب أن تقاطع فرعها الجديد على سواحل املتوسط، وتفرض حظرا اقتصاديا وعسكريا عـلـيـه، وتـحـث املجتمع الــدولــي عـلـى إيــقــاف املساعدات للدولة اللبنانية، ألنها لم تعد موجودة واقعيا، فكل ما هناك عصابة ترتدي زي الدولة للتمويه ال أكثر. سيندم اللبنانيون الــذيــن ضيعوا دولـتـهـم بسلبيتهم حــني ال يـنـفـع الـــنـــدم، وسـيـسـتـصـرخـون الــــدول العربية واملجتمع الـدولـي غـدا أو بعد غد إلنقاذهم من املصير الـذي قــادوا أنفسهم إليه، فإيران التي تعبث بهم اليوم ستخذلهم وتتركهم عرايا وتفر عند احتدام األمور، فهي فعليا تترنح اقتصاديا وسياسيا بشكل غير مسبوق، ونـظـامـهـا اإلرهـــابـــي يــصــارع مــن أجـــل إنــقــاذ نـفـسـه، بل ويتسول العالم ليتمكن من الصمود لعام أو عامني ولن يفلح، وكل الظن أن الحرب األهلية اللبنانية في الطريق، فما يحدث في بيروت اآلن هو ذات السيناريو الذي حدث في صنعاء قبل االنقاب على الحكومة الشرعية، وليت اللبناني الـــذي بــاع صـوتـه لصبية إيـــران يفكر بهدوء ويسأل نفسه هل أنقذت إيران حذاءها (الحوثي) عندما جاء الجد؟ األكيد أننا ال نملك أمام ما يحدث في لبنان حاليا سوى أن نقول حمى الله اللبنانيني الشرفاء من الواقع املظلم والنفق الشيطاني الذي انزلقت إليه بادهم، وأخرجهم منه ساملني. * إعالمي وكاتب سعودي