ال بد من إعادة التموضع ليندمج املسلمون في مجتمعاتهم
وأعرب النعيمي عن أمله في أن يكون املؤتمر بداية حقيقية لخدمة املسلمني في جميع بقاع األرض. من جهته، وصـف وزيــر التسامح اإلمــاراتــي الشيخ نـهـيـان بــن مــبــارك آل نـهـيـان املـجـتـمـعـات الناجحة بــ«املـجـتـمـعـات املـتـقـدمـة الــتــي ينتشر فـيـهـا األمان والـــــســـــام واالنــــتــــمــــاء والـــــــــوالء والــــنــــظــــرة الواثقة نـحـو املـسـتـقـبـل»، مــؤمــا أن يـكـون املـجـلـس العاملي لـلـمـجـتـمـعـات املـسـلـمـة عــلــى قـــدر كــافــة اآلمـــــال، وأن يـجـري الـبـحـوث والــدراســات للمجتمعات املسلمة، وما قد تعانيه بعض هذه املجتمعات من فقر وأمية واضطهاد.
االنتماء الوطني
ودعـــا وزيـــر الـتـسـامـح اإلمـــاراتـــي، فــي كلمته خال املؤتمر، إلى أن يساهم املجلس العاملي للمجتمعات املـسـلـمـة فــي تحقيق انـتـمـاء املـسـلـمـني فــي بلدانهم ويعزز هويتهم اإلسامية، وأن يجعل منهم مصدر خير وعطاء، مضيفًا «نأمل أن يكون أيضا الشباب املــســلــم فـــي اهــتــمــامــات املـــركـــز، إذ إن هـــذا الشباب تؤثر فيهم التكنولوجيا وتجعلهم أهدافًا لألفكار املتطرفة والهدامة». وأشــار إلى أن العالم بات قرية صغيرة، متمنيًا أن يـوفـق املــشــاركــون فــي املـؤتـمـر فــي عــرض توصيات «تسهم فـي تحقيق الخير والــســام فـي هــذا العالم الذي تتداخل فيه املصالح والغايات».
جهود غير عادية
من جهتها، طالبت رئيسة الحركة البوذية العاملية فــي الــيــابــان كـيـشـو نـيـفـانـو بــوجــوب تفعيل ثقافة التسامح واملشاركة في املجتمعات، والتأكيد على املشاركة الفعالة، ووضــع مزيد من الضوابط التي تعمل على دمج املجتمعات مع بعضها البعض. وقالت، خال كلمتها في املؤتمر، إن البوذية تعمل لتفعيل الحوار والثقافات من أجل تعزيز التعاون بني جميع أبناء املجتمعات الواحدة، مضيفة «من الضروري نبذ ثقافة العنف وتفعيل ثقافة التعاون بني الجميع، مع الحفاظ على جميع حقوق األقليات فـــي جــمــيــع املــجــتــمــعــات، ألنـــنـــا جــمــيــعــا كمجتمع إنساني نملك جميع الحقوق والـواجـبـات وأن هذا يتطلب جهودا غير عادية». ودعت إلى إيجاد ميثاق تعاون بني األقليات املسلمة مــع بعضها الـبـعـض، لتحقيق مـزيـد مــن الـتـعـاون و «هو ما يضمن لها حياة سعيدة والعيش في سام».
فرص األقليات
واعـــتـــبـــر األمـــــني الـــعـــام ملــؤتــمــر الــســلــطــات املحلية واإلقـلـيـمـيـة للمجلس األوروبــــــي انـــدريـــاس كريفر وشدد رئيس مؤتمر األمم املتحدة لشؤون األقليات في العالم الدكتور طارق الكردي على أهمية وضع اعــتــبــار لــلــظــروف املـخـتـلـفـة، عـنـد الـنـظـر فــي وضع املجتمعات املسلمة في العالم، موضحًا «فمنهم من ينعم بالحرية بينما يعاني آخـرون االضطهاد، ما يعني أن الــصــورة ليست ورديـــة وفــي الـوقـت نفسه ليست ضبابية كما يعكس البعض». وقال الكردي إن املجتمعات املسلمة بالعالم يودون التوظيف والحصول على فرص، وأن البعض يشعر بــالــعــزلــة بـسـبـب خــطــاب الــكــراهــيــة، مـضـيـفـًا «نحن نــحــتــاج تـمـثـيـا أقــــوى فــي املــؤســســات والـــدمـــج في املجتمعات فعلينا دور مهم في بناء السام وذلك عن طريق الثقافة والفنون».
تغيير اإلستراتيجية
مــن جـهـتـه، أكــد وزيـــر األوقــــاف والــشــؤون الدينية واملقدسات اإلسامية باألردن الدكتور عبدالناصر أبوالبصل أن املسلمني أمام تغيرات كبيرة، أهمها إعـــــادة مـنـهـجـيـة الــنــظــرة لــلــوجــود اإلســـامـــي في العالم، مشيرًا إلى أهمية تغيير اإلستراتيجية التي «نطرح بها رؤيتنا للعالم». وقــال أبوالبصل «عندما نتحدث عـن املجتمعات املـسـلـمـة فــإنــنــا نــتــحــدث عــن الــــوجــــود»، مستدركًا «تـــوجـــد جـــهـــود فــقــهــيــة كــبــيــرة بــذلــتــهــا املجامع الـفـقـهـيـة املـخـتـلـفـة لـتـسـهـيـل إدمـــــاج املــســلــمــني في مجتمعاتهم». وأضـــاف «فــي كثير مــن املجتمعات هـنـالـك فرص علمية وواقــعــيــة للمجتمعات املـسـلـمـة لارتقاء، واملجلس العاملي للمجتمعات املسلمة سيضطلع بــدور كبير فـي دراســة سبل االرتــقــاء باملجتمعات املسلمة». وانطلق املؤتمر بحضور قيادات دينية وسياسية كـــبـــيـــرة مــــن 150 دولــــــــة، تـــحـــت شــــعــــار «الفرص والــتــحــديــات»، واسـتـضـاف كـوكـبـة مــن عـلـمـاء دين وباحثني وشخصيات رسمية وثقافية وسياسية. ويأمل القائمون على املؤتمر في مد جسر التعاون بني قيادات املجتمعات املسلمة حول العالم، تفعيا لــدورهــا الــحــضــاري وحـفـاظــًا عـلـى أمـنـهـا الفكري والروحي وتحقيقًا للعيش السليم املشترك.