ليلة نابضة باحلب في «عكاظ» !
لقد تعاقب على رئاسة تحرير عكاظ كل من – مع حفظ األلـقـاب: أحمد عبدالغفور عطار، عزيز ضياء، محمود عارف، عبدالله عمر خياط، رضا محمد الري، د. هاشم عبده هاشم، محمد التونسي، محمد الفال، وأخيرًا جميل الذيابي. وملــا تلقيت دعـــوة أخــي األســتــاذ جميل الــذيــابــي لـحـضـور حـفـل تكريم األستاذ تركي السديري، واألستاذ مصطفى إدريـس – رحمهما الله، ما كان ليخطر لي على بال أن أغيب عن هذه املناسبة العزيزة، غير أن املرض حال بيني وبينها، فقد كنت على السرير باملستشفى ثمانية أيـام حني تلقيت الدعوة هذه. نعم لم يكن على بالي وال خاطري أن ثمة حائال سيحول بيني وبني أي لقاء صحفي خاصة إذا كان في ردهات «عكاظ» التي أفنيت عمري ما بني مكاتبها وسكبت حبر أقالمي على صفحاتها. إن أخــي وزميلي األسـتـاذ تركي الـسـديـري عشت وإيــاه رحلة عمل تبوأ خاللها رئاسة تحرير صحيفة «الرياض» والتي كانت بجهده وقلمه بني مقدمة صحفنا واملنافسة األولــى لـ«عكاظ». وكنت أسمع جميل الثناء على مصطفى إدريس كصحفي ممتاز لكنه من الجيل الذي جاء بعدنا. وكـــم كـــان يـسـعـدنـي أن أتــحــدث عـنـه ضـمـن مــن تــحــدثــوا مــن األصدقاء الـزمـالء بكلمة صـادقـة ومحبة تنبض بالوفاء كمثل مـا جـاء فـي كلمة أخــي الدكتور هاشم عبده هاشم الــذي أكــد أن اإلنسانية فـي شخصية السديري هي الطاغية، إضافة إلى الجانبني املهني والقيادي، معتبرا أنــه شخصية مهنية ومثقف مستنير، جــاء فـي وقــت كــان فيه املجتمع بحاجة إلــى مـن يفتح أمـامـه كـل األفــق دون حــدود، وهــي مهمة معقدة وصعبة وغير قابلة لالجتهاد، إضافة إلـى أنـه يملك عالقات متشعبة تبدأ بأعلى املستويات وتنتهي بالقارئ الذي يتلقف ما كان يكتبه وما يصدر عن صحيفته. وقــــال األســـتـــاذ خــالــد املــالــك رئــيــس تــحــريــر صـحـيـفـة «الـــجـــزيـــرة» وهي املنافسة لصحيفة الرياض في منطقة الرياض والقصيم: إن السديري تميز «بالشهامة والـنـبـل والــكــرم، والـجـانـب اإلنـسـانـي الــذي يتمتع به، فكثيرا ما ساعد الناس على تجاوز مشكالتهم، أحيانا بماله وأحيانا بجاهه، وأحيانا بتضامنه وتفهمه للمشكالت التي يعانيها العاملون في مؤسسة اليمامة الصحفية، ولكنه تجاوز ذلك إلى خارج املؤسسة». أمــا الـدكـتـور عبدالله مـنـاع فـشـدد على لفتة «عــكــاظ» فــي تكريم تركي الــســديــري، مـوضـحـا أنـــه صـحـفـي تــقــدم الــصــفــوف حـتـى أصــبــح رئيسا لـلـتـحـريـر وصــاحــب قـلـم جـمـيـل يـعـطـي اإلحــســاس بــأنــه يستطيع مــا ال يستطيعه اآلخرون، قادر على أن يقول الحق، وكان شجاعا، ومطلعا. وتـحـدث األســتــاذ قينان الـغـامـدي عـن زميله األســتــاذ مصطفى إدريس رحمه الله فقال: «تعرفت على تركي السديري عن قرب في الرياض حني عملت فـي مكتب «عــكــاظ»، واقـتـربـت منه كثيرا، فهو مهموم بالقارئ، وثقافة الجيل، ولم أره إال وفي يده كتاب. فكان يحدثنا عن كتب يقرأها ولم تصل إلى الساحة السعودية، والسبب في ذلك رحالته املتعددة إلى لندن وبيروت والقاهرة، فهو دائم البحث عن الكتاب املتميز، أينما كان، إضافة إلى نجاحه في ترتيب جهاز متميز في الصحيفة». وتــطــرق الـغـامـدي للحديث عــن مصطفى إدريـــس بـالـقـول: «يـشـتـرك مع الــســديــري فــي مــيــزة واحــــدة، وهــي مـعـانـقـة الــكــتــاب، فهما مـتـمـيـزان في اخــتــيــار الـكـتـب والــشــبــاب، واســتــفــدت مـنـه كـثـيـرا حــني بـــدأت عـمـلـي في صحيفة «عكاظ»، واستمر نحو 18 عاما، وكان مصطفى نجما في هذه املرحلة، ومهنيا رفيعا».
السطر األخير:
لكل زمان مضى آية.. وآية هذا الزمان الصحف * كاتب سعودي