Okaz

املوظفون وسهام الشكاوى الكيدية !

-

سبق لي نشر مقال في هذه الزاوية عن الشكاوى الكيدية التي تـطـرق أبــواب املحاكم وال يـكـون لها سند أو بينات تدعمها، وتـطـرقـت أيـضـًا فــي املــقــال نفسه إلــى عــدم التدقيق فــي سيرة الشهود الذين قد يقدمهم املدعي إلثبات شكواه الكيدية، وأنه من السهل على العاملني في املحاكم رصد وجود شهود يقدمون هذه الخدمة ملن يطلبها منهم، السيما في حالة تكرار تقديمهم لـشـهـادات­ـهـم ملصلحة طـــرف أو أطــــراف لـهـم عــالقــة بالقضايا املسجلة في املحاكم. وذكـرت أن تكاثر الشكاوى الكيدية يقف وراء إشغال املحاكم عن القضايا الحقيقية ويؤدي إلى تباعد األمـل بني جلسة وأخــرى وإلـى تعطيل الحقوق وتأخير البت في القضايا وربما ينتج عن الشكاوى الكيدية املدعمة بشهود الـزور الذين حذر املصطفى صلى الله عليه وسلم منهم ومن شــهــادتـ­ـهــم ضــــررًا عــلــى املـــدعــ­ـى عـلـيـهـم وتــشــويـ­ـهــًا لسمعتهم وتسجيل سابقة قضائية ضدهم، ودعــوت إلـى تقنني شهادة الشهود وفحصها وأال يـكـون على أحــد منهم سـوابـق أو أنه ممن يمتهنون تقديم الشهادة لغيرهم بمقابل أو حمية لهم حتى تكون شهادته في محلها وليست شهادة زور. وقـد أعادني إلـى هـذا األمـر تعرض بعض العاملني في دوائر حكومية أو رسمية أثناء قيامهم بواجبهم الوظيفي، مثل إزالة مخالفات البلدية أو التعديات على األراضــي البيضاء أو أي مسؤول في أي جهة يقوم بواجبه امليداني أو املكتبي ليجد من يقدم ضده دعوى أنه شتمه أو لعنه أو قذفه فيتقدم بادعائه إلى املحكمة متجاهال أصل القضية وهي مخالفاته واعتداء اته على حـقـوق عـامـة أو مخالفته ألنظمة رسـمـيـة، وحـتـى يدعم شكواه يورد شهودًا يزعمون أنهم سمعوا ذلك املوظف يعتدي عليه لفظيًا أو جسديًا فيأخذ نـاظـر القضية بما سمعه من الشهود ويحكم على املسؤول بسجن أو جلد أو بهما معًا، فإذا كان املوظفون الرسميون الذين ينفذون األنظمة والتعليمات يتعرضون خالل أدائهم لواجباتهم للشكاوى الكيدية فكيف يطلب منهم بعد ذلك االستمرار في أداء واجباتهم وعدم ترك الدرعى ترعى. إن ما ذكر آنفًا ال يعني حماية أي موظف من تبعات تجاوزه لفظيًا أو جسديًا على املراجعني أو املواطنني، ولكنه يعني أنه ال بد من التحقق من الشهادة والشهود، ومن وجد أنه يشهد لهذا وذاك ويدور على مكاتب القضاء على مدار العام واسمه مسجل فــي سـجـالت املـحـاكـم، فــإن مــن الــواجــب الـتـوقـف قليال عند شهادته وعـدم اعتبارها من البينات بل والتحقيق معه باعتباره شاهد زور، ليكون فـي هـذا اإلجـــراء حماية لكل من يدعي عليهم بشكوى كيدية سواء كانوا مواطنني أم موظفني.. والله الهادي إلى سواء السبيل. * كاتب سعودي

 ?? محمد أحمد الحساني * mohammed.ahmad568@gmail.com ??
محمد أحمد الحساني * mohammed.ahmad568@gmail.com

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia