رحيل «ملك السرديات» جيرار جينيت
غــيــب املـــــوت (الــجــمــعــة) املــاضــيــة الــنــاقــد واملفكر الفرنسي (جيرار جينيت) امللقب بـ «ملك السرديات» عــن عـمـر يـنـاهـز الــــ78 عــامــا، مخلفا وراءه مـــنـــجـــزا نـــقـــديـــا ضخما وفــريــدا مــن نــوعــه فــي النقد والـــــخـــــطـــــاب الـــــســـــردي وأنــــــــــــــســــــــــــــاقــــــــــــــه و جما ليا ت الــــــحــــــكــــــايــــــة واملــــتــــخــــيــــل وشعرية النصوص واللغة األدبية. وجــيــرار جينيت مــن مــوالــيــد بــاريــس سـنـة ،1930 وشـغـل منصب مـديـر الــدراســات فـي املعهد العالي للعلوم االجتماعية، إذ ينظم باملعهد حلقة دراسية حول الجمال والشعرية، وأدار جيرار مجلة (شعرية) املـشـهـورة، كما أنــه أحــد مؤسسي مجلة «بويتيك» التي تحولت إلـى منارة للنقد األدبــي البنيوي في مستهل السبعينيات مـن الـقـرن املــاضــي. ومــن أهم كـتـبـه املــتــرجــمــة إلـــى الــعــربــيــة: «خــطــاب الحكاية» و«مدخل إلى جامع النص». وبنى جينيت سمعته عــبــر عـــقـــود طــويــلــة مـــن الـــــدراســـــات الــنــقــديــة منذ صـــدور الــجــزء األول مــن كـتـابـه وجـــوه عــام ،1959 وفــرض نفسه بأسلوبه ودقته وصرامته الساخرة واشتغاله على النصوص بمهارة نجار محترف. وكـــان جينيت يــوفــر ملــن ال تكفيهم ظـــروف النص وال سيرة الكاتب، ورشـة بنيوية متكاملة األدوات، فيها املسامير واملـطـرقـة واملـنـشـار ليسبروا أغوار النصوص ودهاليزها وتعقب أثـر من يتحدث في السرد ومن أين يتحدث. وكان إلى جانب صديقيه روالن بارت وتزيفتان تودوروف بمثابة ملك تربع على عرش السرديات وخلق موجة تجديدية خاقة في النقد الجديد الذي «يدرس التقنيات والبنيات السردية للنصوص األدبية»، مستندا إلى النظريات البنيوية واللسانية والسميولوجية الحديثة.