شهر اخلير.. فاغتنموه

فيما رواه ابــن عمر رضــي الله عنهما: أن رســول الله صلى الله عليه وسلم كــان يبشر أصحابه رضــي الله عنهم بـقـدوم شهر الــقــرآن، شهر الصوم والخيرات، بقوله عليه الصالة والسالم: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم، فاقدروا له.» ولئن هل الشهر الكريم الليلة أو الغد بحسب رؤيــة الهالل فقد وجب الصوم ملا روى ابن عباس رضي الله عنهما: أن أعرابيًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهالل. فقال: أتشهد أال إله إال الله ؟ قال: نعم. قال: أتشهد أن محمدًا رسول الله ؟ قال: نعم. قال: فأذن في الناس يا بالل أن يصوموا غدًا. ولــذا فــإن ثبوت دخــول الشهر وخـروجـه بـالـرؤيـة مـن شهود عــدول، إذ روى اإلمام أحمد بسنده إلى أبي عمير بن أنس: حدثني عمومة لي من األنصار من أصحاب رسـول الله صلى الله عليه وسلم قـال: غم علينا هالل شوال، فأصبحنا صيامًا فجاء ركب من آخر النهار، فشهدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهالل باألمس، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطروا من يومهم، وأن يخرجوا لعيدهم من الغد، ففيه األمر باالتحاد، وحرمة االختالف، قال تعالى: {فليحذر الـذيـن يخالفون عـن أمــره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عــذاب أليم} النور : 63 وفيما يصح قـولـه عنه بــروايــة اإلمـــام علي كــرم الـلـه وجـهـه أنــه كــان ال يستشرف لهالل إال هالل رمضان، وكان إذا نظر إليه، قال: «اللهم أدخله علينا بالسالمة من األسقام، والفراغ من األشغال، ورضنا فيه باليسير من النوم .» ومما يفرضه الصيام على الصائم حفظ لسانه وجوارحه من املشاتمة وقـول الــزور تبعًا ملا حدث به أبو هريرة رضي الله عنه برواية اإلمام البخاري وأصحاب السنن قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.» والــــذي ال شــك فـيـه أن اإلحــســان ومــســاعــدة كــل ذي حــاجــة مــن الــذيــن ال يسألون الناس إلحافا من أفضل األعمال اقتداء بما كان يحرص عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس.» وفي الصحيح عن جبير بن مطعم: أن األعراب تعلقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم مرجعه من حنن يسألونه أن يقسم بينهم، فقال : « لو كان لي عدد هذه العضاه نعمًا، لقسمه بينكم، ثم ال تجدوني بخيال وال كذوبًا وال جبانًا » ، والعضاه : هي أشجار كثيرة في وادي حنن . وفـق الله الجميع للصيام والقيام واملسارعة بعمل الخيرات فـإن الله يحب املحسنن .