الشعبوية صعبة قوية!

أصبح اتهام الكاتب بالبحث عن (الشعبوية) هو الرد الوحيد للعاجز عن مقارعة الحجة بالحجة وغير الـقـادر عـن تبرير قصور إدارتـــه أو مؤسسته أو وزارتـــه، وهــذا وربــي أمر مضحك، فكيف تتحول الحال من نقد وانتظار تفنيد النقد أو تبرير القصور إلى تبرير أهداف الناقد ونواياه، ومنها اتهامه بالبحث عن الشهرة أو ما يسمونه (الشعبوية)؟!. قبل أن ندخل في املقارنة بني مكاسب وخسائر الكاتب من نقد قطاع أو وزارة أو وزير أو فئة موظفني، دعونا أوال نتفق على أن الرد على الرأي يكون بطرح الرأي اآلخر ال الهروب إلى األمام بالتشكيك في سبب طرح الرأي!. املالحظ أن كل من أعيته الحجة أصبح يهرب إلى اتهام الناقد بالبحث عن (الشعبوية)، حتى عند نقد الخدمات العامة واضحة القصور يخرج من يرد بالقول إن الكاتب يبحث عن زيادة املتابعني أو كسب تعاطف الغالبية أو ما يطلقون عليه الشعبوية، أي أن االتهام لـم يعد قـاصـرا على مـن يــذب عـن الـديـن أو يـدافـع عـن شـعـيـرة، فيتهم بمداعبة عواطف الغالبية والبحث عن شهرة، بل أصبحت تهمة جاهزة حتى ملن ينتقد خدمات عامة لقطاع خاص أو حكومي!. تنتقد غش التجار فيتهمونك بالبحث عن الشعبوية، تنتقد البنوك فتتهم بالبحث عن الشعبوية، تعري خيانة عدد من األطباء لشرف املهنة الشريفة فيتهمونك بذات االتهام (البحث عن الشعبوية)، وهكذا ترى إدارة العالقات العامة في وزارة أو هيئة أو مؤسسة تتعرض لنقد قصور صريح!. يـا جماعة الخير: ال تخطوا واعملوا بضمير وإخــالص واحــتــرام للمهنة وأمـانـة وعدم فساد، وفوتوا علينا الحصول على (الشعبوية) بل احصلوا عليها أنتم!. وأخيرا ال بد من تذكير هؤالء (املساكني) املصابني بمرض الشك في النوايا أنه ال مجال للمقارنة بــني خـسـائـر مــن ينتقد بــجــرأة وإخـــالص ومـكـاسـبـه، عـلـى الصعيد الدنيوي، فالخسائر تفوق املكاسب بكثير جــدا، فيكفي أنـك مـحـارب أينما حللت فـي موقع فساد حـاربـتـه، وهــل أشــد مــن كيد فــاســد؟! ومصالحك املستحقة (وظيفيا وتـجـاريـا وعقاريا وربما اجتماعيا) مهددة بنفس قـدر صراحتك في انتقاد أشخاص بمقدورهم تعطيل مصالحك. فعن أي (شعبوية) تتحدثون وبأي حجة واهية تتحججون؟! الشعبوية باختصار صعبة وثمنها خسائر قوية للناقد تهون أمام مكاسب كبيرة للوطن.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250، موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة