إفشال التوطني بالشروط التعجيزية
لـسـت أعـــرف مــا إذا كــانــت تـلـك املــنــشــأة الــتــي اشــتــرطــت عـلـى مــن يتقدمون لوظائفها إجــادة ١١ لغة فيما كتبته أو أنها كانت «تـمـزح»، غير أنـي في الــحــالــن أرى مــن الـــضـــروري الـكـشـف عــن الــســامــة العقلية ملــن وضـــع ذلك اإلعــان على بوابة برنامج هـدف، ذلك أن الجرأة وحدها ال تكفي لتفسير هــذا الــشــرط الـــذي يبلغ حــد الــوقــاحــة، مـمـا اضـطـر الـجـهـات املــســؤولــة إلى إحالة املسؤولن عن تلك املنشأة إلى التحقيق، وكل ما نتمناه من الجهات املسؤولة هو أن تخبرنا بعدد اللغات التي يتقنها تحدثا وكتابة صاحب تلك املنشأة والعاملون فيها. اشترطت تلك املنشأة على املتقدمن لوظائفها إتقان ١١ لغة تحدثا وكتابة، كما جــاء فـي اإلعـــان، ومــن بينها اللغة اليابانية والصينية والفرنسية والصومالية واإلندونيسية والفيتنامية واإليطالية واأللبانية والفارسية، ليس الشرط التعجيزي الوحيد الــذي تشترطه بعض املؤسسات وتبحث مـن خاله عـن عــذر حـن ال يتوفر فـي املتقدمن لها ذلــك الـشـرط أو يحول بينهم وبن التقدم لوظائفها كي تسارع تلك املؤسسات إلى طرق بوابات االستقدام ثم ال يعنيها بعد ذلك توفر ما اشترطته فيمن تستقدمهم، ليس هــذا هــو الــشــرط التعجيزي الـوحـيـد، وحسبنا هنا أن نشير إلــى اشتراط الخبرة باعتباره شرطا يقف سـدا دون توطن الوظائف بشباب حديثي عهد بالتخرج وال خبرة لهم، اشـتـراط الخبرة التي يمكن أن تغني عنها دورات تدريبية تعقد للمقبولن من الذين يتقدمون لتلك الوظائف، فتلك الشركات إنما تبحث عن موظفن وعمال وليس إلى خبراء في ناسا ووكالة الطاقة الذرية. ليست وحدها منشأة اإلحدى عشرة لغة ما يستحق اإلحالة إلى التحقيق وإنـمـا كثير مـن املنشآت الـتـي تضع مـن الــشــروط مـا يمنحها عــذرا لطلب االستقدام.