Okaz

يا شيخ أفتني أثابك الله

-

نستقبل في هذه األيام شهر الخير رمضان، فكل عام وأنتم من صوامه وقوامه وعدتم به مسعدين ال فاقدين وال مفقودين إن شاء الله. يستعد الجميع الستقبال هذا الضيف العزيز وبعضهم يستقبله بشوق ومحبة وأخالقيات حسنة وعالية، والبعض -هداهم الله- تجدهم قبله يـتـداولـو­ن رسـائـل التهنئة واملـبـارك­ـة بقرب حلوله مـع األهــل واملعارف واألصدقاء، وحياتهم في الواقع مع األسف هي مجرد (كوبي-بست) ! فما إن يحل علينا شهر املحبة والخيرات، تستقبله هـذه النماذج من الناس بنفسيات سيئة ومنفرة خصوصًا في نهار رمضان، ألن أخالقه تصبح (على جـريـف) حينما يصوم ألنــه امتنع عـن الطعام والشراب والتدخني ! وال أعلم ملاذا تسوء نفسيات البعض خالل أوقات الصيام، فتجد الشخص (نفسه بخشمه) إلى أن تمتلئ (العدوة) -أي معدته- (للماكسيمم) فتعود املروة، ويرتاح ويعود لوضعه وحاله الطبيعي بعد أن امتألت (كرشته) العزيزة باألخضر واليابس. واللهم حوالينا وال علينا، تجدهم يخرجون وأخالقهم تسد النفس، وكـــأن إبـلـيـس يجلس ويـتـربـع عـلـى (أرنــبــة) أنـوفـهـم، وقــد تـكـون كلمة صغيرة أو موقف بسيط سببا كافيا لحدوث معركة ومطاحنة لسانية ويدوية مع من يعترضهم أو يستفزهم! ربما يجدر بنا ترك هذه السلوكيات وبعض العادات السيئة املتمثلة في هذه النفسيات الرمضانية التي نشهدها كل عام، وأن نستغل هذا الشهر الكريم بأعمال الخير واإلحـسـان لترجح كفة حسناتنا على سيئاتنا فيه، فتمحو بعضًا مما تقدم من ذنوبنا وما تأخر. وال أنسى بالطبع غير ما نواجهه من نفسيات البعض اللهم يا كافي، تتصدر بتفوق بعض النساء أو (الحريم) على قوائم بعض برامج اإلفتاء التي تعرض على القنوات الفضائية واإلذاعية، وما يلفت نظري، تكرار الكثير من األسئلة والشبهات حول مفطرات الصيام، فتتصل بالبرنامج وتسأل السائلة نفس األسئلة املعتادة عند حلول شهر رمضان وتسمع نفس الــجــواب. تلك األسـئـلـة أو الـفـتـاوى الـتـي قــد حفظناها وحفظنا إجاباتها وحكمها الشرعي عن ظهر قلب من تكرارها السنوي. فـيـا حــبــذا عــزيــزات­ــي لــو تنشغلن بـالـعـبـا­دة وبــالــطـ­ـاعــات، وطـريـقـة لف عجائن البيتزا وخبز املعجنات، وكيفية عمل املهلبية والحلويات. وال تهملن هذه النصيحة مني، فواحدة أهملتها هربت (شغالتها) في نهار رمضان. وألن الذكرى تنفع املؤمنني واملؤمنات أعود وأذكركن حبيباتي جزاكن الله خيرا، حركات (كيني ميني) ما نبغى الله يصلحكن، أشغلتونا الله ال يشغلنا إال بطاعته، أعيد وأكرر بخصوص السؤال الشهير وفتواكن املتكررة حوله عامًا بعد عام، اإلجابة عنه هي صيام شهرين متتابعني وال حياء في الدين، أعانكم الله على الصيام والقيام، اتفقنا.. يال سالم.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia