Okaz

هل التقنية في املطارات طريق لتجاوز القبضة األمنية؟

-

تتسابق املــؤســس­ــات الحكومية باالعتماد عــلــى الــتــقــ­نــيــة لـتـسـهـيـ­ل اإلجــــــ­ـــراءات ورفع مستوى الخدمة املقدمة، وهذا حق مشروع. ولـكـن هـل تعلم أن بعض هــذه التسهيات تخلق ثغرات أمنية قد تهدد سامة املواطنني واألمن الوطني؟ من أهم هذه الثغرات البوابات اإللكتروني­ة التي تشاهدها عند دخولك ملطارات اململكة، سـواء كـان مطار امللك خالد بــالــريـ­ـاض أو مــطــار املــلــك فــهــد بــالــدمـ­ـام أو مــطــار امللك عـبـدالـعـ­زيـز بــجــدة. وهـــذه الــبــواب­ــات تــتــواجـ­ـد أمــامــك قبل دخولك ملنطقة التفتيش. من الوهلة األولى قد تبهرك هذه الــبــواب­ــات اإللـكـتـر­ونـيـة فـهـي تـقـوم بـالـتـأكـ­د مــن صاحية بطاقة الصعود لركاب في املطارات إلكترونيًا ودون تدخل بشري. وتنظم أيضًا دخول املسافرين إلى نقطة التفتيش الشخصي لألمتعة الشخصية . وبسبب البوابات اإللكتروني­ة تم إلغاء مرحلة التأكد من هوية املسافرين التي كان يعمل بها في املطارات الداخلية قــبــل إنــشــاء هـــذه الــبــواب­ــات عــن طــريــق الــتــدخـ­ـل البشري. وتحولت هذه البوابات اإللكتروني­ة إلى خط الدفاع األول واألخـيـر للتأكد من هوية صاحب بطاقة صعود الراكب قبل دخوله للطائرة . هــذه الــبــواب­ــات اإللـكـتـر­ونـيـة تــقــوم بـالـتـأكـ­د مــن صاحية بطاقة صعود الـراكـب، ولكن ال تقوم بالتأكد مـن هويته إذا كان هو املسافر أم شخص آخر، وثغرة أخرى هي قبل وصــولــك لـلـبـوابـ­ة اإللـكـتـر­ونـيـة تسمح لــك مــواقــع شركات الخطوط الجوية بتعبئة طلب شــراء تـذكـرة دون التأكد مـن مصداقية وموثوقية املعلومات الشخصية الـتـي تم إدخالها. وهنا أيضًا باإلمكان التاعب باملعلومات. ويـمـكـن اســتــغــ­ال هـــذه الــثــغــ­رة أيــضــًا مــن بـعـض ضعاف الــنــفــ­وس مــن مـوظـفـي شــركــات الــخــطــ­وط إلصــــدار بطاقة صعود ألحد املطلوبني أو املتخلفني لعدم وجود إجراء ات التأكد من هوية املسافر بعد حصوله عليها. مــــــاذا يــعــنــي ذلــــــك؟ خــلــقــت عـــــدم مـــصـــدا­قـــيـــة وموثوقية املـعـلـوم­ـات ‪Lack of Integrity‬ ثــغــرة أمـنـيـة فــي إجراءات التأكد مـن هوية حامل بطاقة صعود الطائرة للرحات الداخلية بعد االعتماد على البوابات اإللكتروني­ة . وسهلت ارتكاب جريمة احتيال الشخصية بني املسافرين وإمكانية استغال هذه الثغرة من املطلوبني أمنيًا بالتنقل في الجو دون كشفهم . على سبيل املثال يمكن ألي شخص أن يشتري تذكرة سفر باستخدام رقم بطاقة األحوال الخاصة به ويقوم بمنحها لشخص آخر مخالف أو مطلوب أمنيًا، وهذه أحد األدوار الـتـي تـقـوم بها الـخـايـا اإلرهـابـي­ـة لتسهيل عملية تنقل وإيـــواء املطلوبني. وهــذا يمكن ذلــك املـخـالـف أو املطلوب األمني من تجاوز مرحلة التأكد من شخصيته قبل دخوله الطائرة عن طريق هذه البوابات اإللكتروني­ة. وتكمن أهمية هذه البوابة اإللكتروني­ة في أنها الفاصل الــوحــيـ­ـد مــا بــني املـنـطـقـ­ة الــعــامـ­ـة فــي املـــطـــ­ارات واملنطقة الخاصة باملسافرين الذين سيتجهون إلـى الطائرة. ولن يمروا بأي إجراء للتأكد من الهوية في الرحات الداخلية. هذه الثغرة غير مقبولة على اإلطاق ألنها مرتبطة باألمن الوطني، وهي تمثل نقطة ضعف أمنية. هـذه الثغرة األمنية تشير إلـى عـدم وجـود جهة حكومية أو شبه حكومية تقوم بلعب دور مهم وهو تقييم وتحليل املخاطر قبل وعند استخدام التقنية في األماكن الحساسة. لذلك البد من أن تقوم وزراة الداخلية أو أمن الدولة بلعب هذا الدور الجوهري حاليًا. ســامــة املـسـافـر­يـن وسـمـعـة املـمـلـكـ­ة تـجـبـر هـــذه البوابات اإللكتروني­ة املنظمة لدخول املسافرين للتحول إلى بوابة إلكترونية أمنية للتأكد من هوية صاحب بطاقة الصعود عن طريق مطابقة البيانات املوجودة في بطاقة الصعود مع شخصية حاملها، وهو مايعرف ‪.Something you are‬ ويتم تحقيق هذا الهدف عن طريق استخدام بصمة اليد أو بصمة الوجه أو بصمة العني أو بصمة املشي. وبهذا يسهل عملية كشف انـتـحـال الشخصية لصاحب بطاقة صعود الطائرة، وأن يتم ربطها بقاعدة البيانات لوزارة الداخلية وأمن الدولة حتى يتم التأكد من صحة البيانات املـدخـلـة، وأن الـشـخـص لـيـس مــن املـطـلـوب­ـني أمـنـيـًا، فهذه البوابة هي خط الـدفـاع األول واألخـيـر ملرحلة التأكد من هوية املسافرين. أمن املطارات يحتاج إلى إعادة النظر في الحالة األمنية، والبــد من استخدام التقنية بشكل فعال! الـتـقـنـي­ـة قــد تـخـلـق مـخـاطـر جــديــدة إذا لــم يـتـم تقييمها وتحليلها من منظور أمني للحد من هذه املخاطر.

 ?? @Dr_Almorjan ?? د . عبدالرزاق بن عبدالعزيز المرجان *
@Dr_Almorjan د . عبدالرزاق بن عبدالعزيز المرجان *

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia