أموال القُصَّر
.. صـحـيـح أن مـجـلـة «الــبــحــوث الإســامــيــة» وردت إليَّ متأخرة لأنها فصلية عن الشهور الأربعة الأولى من العام 1438هـ، إلا أن بحوثها صالحة لقضايا عصرنا. وهــذا الـعـدد رقــم 110 مـطـبـوع طـبـاعـة أنـيـقـة وفـيـه نحو سـبـعـة مـــوضـــوعـــات قـيـمـة تــصــدرهــا بــيــان هـيـئـة كبار العلماء وتواقيعهم في الدفاع عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -. بعد ذلـك يأتي بحث «دفـع مكافأة من أمـوال القُصَّر ومن في حكمهم للمبلغين عنها» من إعداد الدكتور عبدالله بن سعد بن عبدالله آل مغيرة، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بـالـريـاض.. وقـد استند فـي بحثه الــذي لا يزيد على 40 صفحة إلى تسع رسائل دكتوراه وماجستير، غير أن مصادره في هذا البحث الهام تزيد على 120 مصدراً. وبما أن هـذا العمود لا يسع عـرض كافة عناصر البحث فنكتفي بخاصة عنه.. إذ قال الشيخ آل مغيرة جزاه الله خيراً: «تبين من خال هذه الدراسة جملة من النتائج أبرزها: 1- أن القاصر هو مَن لم يستكمل أهلية الأداء، سـواء كان فــاقــداً لـهـا كـالمـجـنـون وغـيـر المـمـيـز، أو نـاقـصـهـا كالمميز والسفيه. 2- أن صـــــورة المــســألــة – مـــوضـــوع الــبــحــث – مـــن صور الجعالة. -3 أنــه يـجـوز دفــع مـكـافـأة مـن مــال الـقـاصـر للمبلغ عنه بشروطه. 4- أن مـسـتـنـد الـحـكـم بــالــجــواز يـرجـع إلـــى خـمـسـة أدلة: عـمـوم أدلـــة مـشـروعـيـة الـجـعـالـة، وجـمـلـة مــن النصوص القرآنية والحديثية التي تأمر الأولـيـاء بالقيام بكل ما فيه من صاح مشروع لأموال من تحت أيديهم، والقياس، والاســتــصــاح، والـتـعـلـيـل بـقـاعـدة «تــصــرف الإمــــام على الرعية منوط بالمصلحة». 5- أن شـروط جـواز دفع هذه المكافأة هي شـروط الجعالة الـصـحـيـحـة، وأبــرزهــا: «أهـلـيـة الـجـاعـل، وصـــدور صيغة منه تدل على طلب هذا العمل، وأن يكون العوض مباحاً، مـقـدوراً على تسليمه، وغير مجهول جهالة تـامـة، وغير مجحف بحق الـقـاصـر، وأن يـكـون مـال الـقـاصـر المطلوب مباحاً». إن كـل بـحـوث هــذه المـجـلـة عـالـيـة القيمة فـمـاذا نـقـول في بحث زكـاة أراضـي الشركات العقارية تحت التطوير، أو تـصـرفـات العميل والـوسـيـط الناشئة عـن تعاقدهما في الـبـورصـة، أو رهـن الـدَّيـن وتطبيقاته المـعـاصـرة.. وكلها قضايا مهمة ومـعـاصـرة.. إضـافـة إلــى بحث الضمانات الـنـبـويـة المـكـفـولـة لـلـذاكـريـن فــي الـسـنـة الـنـبـويـة، وبحث اعتبارات مآلات الأفعال عند الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -. بارك الله في العاملين في هذه المجلة وجزى الله أعضاء هيئة كبار العلماء خيراً على إصدارها.