«أساطني» املسجد النبوي.. في كل عمود حكاية

على الرغم من التوسعات املتتالية للمسجد النبوي، إال أن أساطينه الـ 8 التي عرف بها منذ إنشائه بقيت حتى اآلن، لكل واحــد منها قصة تاريخية واســم ارتبط به، األمــر الــذي دفــع العديد مـن املصلني وزائـــري املسجد النبوي إلــى الــوقــوف حولها لقراءة بعض املخطوطات املكتوبة. وتعد «األسطوانة املخلقة» من أشهر األعمدة في املسجد النبوي، وتعرف باألسطوانة «املطيبة واملعطرة»، أو «علم املصلى» التي استمدت شهرتها من حديث اإلمــام مالك الــذي قـال فيه: «أحــب مـواضـع التنفل فيه مصلى النبي حيث العمود املخلق». وتقل أسـطـوانـة السيدة عائشة عـن األسـطـوانـة املخلقة، ثالث أسـطـوانـة مـن املنبر، والثالثة من القبر، وتعرف أيضًا بأسطوانة «القرعة»، أو أسطوانة املهاجرين الجتماع املهاجرين عندها كثيرا. رابع أسطوانة من املنبر، والثالثة من القبلة، والثانية من القبر، تعرف بـ«أسطوانة التوبة»، أو أسطوانة أبي لبابة؛ ويعود سبب التسمية ألن أبــا لبابة ربــط نفسه بضع عشر ليلة بعد الــذي أفـضـى بـه لحلفائه بني قريظة وبعد أن نـدم على ما فعل كانت ابنته تحل رباطه إذا حضرت

الـصـاة، وحلف أن ال يحل نفسه حتى يحله النبي صلى الله عليه وسلم وحله صلى الله عليه وسلم بعد أن نزلت توبته في القرآن الكريم. إلى الشرق من أسطوانة التوبة، تقع أسطوانة السرير املاصقة للشباك املطل على الروضة وهي محل اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم، إذ يـروى أنه كان للنبي هناك سرير من جريد النخل، يوضع عند هذه السارية كذلك كانت له وسادة تطرح له فكان يضطجع على سريره عند هذه األسطوانة. خلف أسطوانة السرير من الشمال تقع أسطوانة الحارس مقابل الخوخة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منها إذا كـان في بيت أم املؤمنني عائشة إلى الـروضـة للصاة، كما تسمى بأسطوانة علي بن أبـي طالب لجلوسه عندها وقت حرسه النبي. وتقف أسطوانة الوفود شمال أسطوانة الحرس، وهي األسطوانة التي كان النبي يجلس إليها لوفود العرب إذا جاء ته، وكانت تعرف بمجلس القادة، تقف إلى قربها «أسطوانة مربعة القبر» أو ما تعرف بـ«مقام جبريل»، وهـي األسطوانة الاصقة بشباك الحجرة النبوية. وتقف أسطوانة التهجد وحيدة خلف بيت فاطمة بنت رسول الله من جهة الشمال، وفيها محراب، إذا توجه املصلي إليه كانت يساره إلـى جهة بـاب عثمان املعروف بباب جبريل، لتقف األساطني شاهدة على عصر النبوة يحمل كل منها قصة فريدة، وذكرى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

تقف األساطين شاهدة على عصر النبوة، يحمل كل منها قصة فريدة وذكرى من زمن النبي.