Okaz

العاصوف + 18

-

حني تجاهلت اللقطة األولــى من (الـعـاصـوف) التي وضعت فيها املرأة الطفل اللقيط أمــام املسجد، لم يـدر بخلدي أبــدًا أنني سأقع في الحلقة التالية بموقف محرج للغاية، حيث التفت إلي ابني وهو يرى بطل العمل (خالد) يخرج ليال من بيت جارته املتزوجة، ليصفعني بسؤاله قائال: أنتم كنتم تسوون كــذا؟!، لقد حاولت إفهامه بـأن هـذا كله (تمثيل) وأن أحداثه املختلقة تنسب للفترة التي ولدت فيها تقريبًا، لكنه قاطعني وقد شعر بارتباكي قائال: شكلك تصرف يا بابا! بعد هذا الفصل، أصبحت أتناول اإلفطار سريعًا ثم أنسحب إلى املجلس وأغلق الباب بإحكام، ألديـر جهاز التلفزيون على الشاشة الناقلة لهذا املسلسل، والــذي كـان مـن املفترض أن يكتب عليه ،18+ أو للكبار فقط، وأعرف أنه كان من السهل علي تحويل القناة، لكنني اضطررت ملتابعته حتى أكون صورة وافية قبل الكتابة عنه. من الناحية الفنية: العمل قائم على الجرأة في الطرح لضمان تسويقه، بجانب اعتماده التطويل والتكرار لبعض التفاصيل الجانبية، مثل ًتزاحم السيارات على برج الدوار، أو متابعة البطل وهو يشق طريقه راجال وسط الحارة حتى يصل بيته، أو املشاجرة السمجة بني الصديقني بالحراج والقهوة، هذا غير الفاصل اإلعالني، كل هذا املط يهدف للوصول بنا إلى املفاجأة التي يحاول القائمون على العمل إلصاقها نهاية كل حلقة! العمل باختصار يحمل مفارقات عديدة، فهذا التيار الذي ما فتئ محاوال مساواة املرأة بالرجل نجد البطولة فيه لناصر القصبي، مع أنه لم يوفق أحـيـانـًا، فمالمح وجهه الخمسيني ال تتناسب مـع دور الـشـاب الوسيم الذي يلعب دوره، وكان من املفترض أن تقاسمه البطولة الفنانة القديرة ليلى السلمان بأدائها التراجيدي املبهر واملقنع جدًا. هـــذا الــتــيــ­ار أيــضــًا لـطـاملـا ألــقــى بــالــلــ­وم عـلـى الـهـيـئـة لــعــدم سـتـرهـا على الشاب الـذي تزل قدمه، لكنه يبيح لنفسه ووقـت الــذروة التشهير بجيل الـسـبـعـي­ـنـات وهـــو يـلـصـق فـيـهـم بمختلف فـئـاتـهـم تـهـم الـسـكـر والكذب واالنفالت األخالقي! املفارقة الكبرى أن هذا العمل بدال من أن يؤصل التقاليد الكريمة ويرسخ الـــعـــا­دات الــخــيــ­رة، نــجــده يـطـعـن املــجــتـ­ـمــع بـقـصـص ال تـعـكـس صورته الحقيقية. الحمد لله أن ابني لم يشاهد معي الحلقة الخامسة حني نسب اللقيط لـلـمـحـام­ـي مـحـسـن، وإال لـطـحـت مــن عـيـنـه، هـــذه اإلســـــا­ءة الـبـالـغـ­ة ملهنة املحاماة تأتي من عمل يستوجب منا البحث عن هدفه الحقيقي، عمل لو ظهر بالسبعينات لـوزع بني املراهقني سـرًا بأشرطة فيديو (الهند + البرازيل !)0/6

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia