وداعا أبا خالد
وقــــع عـلـيـنـا خــبــر رحــيــل صــديــقــنــا حــســن أحمد مـحـمـد أبــوطــالــب عــن دنــيــانــا كــالــصــاعــقــة، ماذا عساي أن أقول سوى ما أمرنا به املولى عز وجل أن نقوله فـي حــال وقــوع املصائب «إنــا لله وإنا إليه راجعون»، وصلني النبأ بعد بضع ساعات من اجتماعي به وعدد من الزمالء في االستراحة، الــتــى تـجـمـعـنـا ســويــا بــعــد أن أديـــنـــا صالة العصر سويا، ثم غادر الفقيد أبو خالد إلى منزله، واذا بي أصبح على خبر آملــنــي وفــجــعــنــي فـــي أخ وصديق وزمـيـل، ترافقنا معا على مقاعد الـــــــدراســـــــة والــــعــــمــــل فـــــي السلك التربوي، كنت أشعر باالطمئنان لرؤيته واستأنس بمشورته كثيرا، لثقتي في رأيه السديد، كان ال يغيب عــن نــاظــري، ونلتقي كـثـيـرا وال مجال بيننا لالختالف على اإلطـالق، وكان يتجلى وقت األزمات. نجح أبو خالد كثيرا في عمله كمشرف لإلرشاد، واســتــطــاع حـلـحـلـة الــكــثــيــر مـــن مــشــاكــل الطالب واألخذ بأيديهم وردهم إلى جادة الصواب أثناء عمله، في وحدة اإلرشاد، كما أنه ومن خالل عمله سعى إلى تبني بعض املبادرات الخيرية، ككسوة الشتاء وإصالح ذات البني وغيرها. رحـمـك الـلـه أبــا خـالـد مـسـيـرة حـافـلـة بالعطاء والنقاء، فأنا ال أكاد أصدق بأن روح الدعابة التى كانت تالزمك وتلك االبتسامة التي لم تفتر من محياك يوما من األيــام يمكن لها أن تختفي من حياتنا سريعا، سأدعو لـــك طــويـــال مــاوســعــنــى الجهد واعــلــم يقينا بــأن هــذه هي أحــوال الدنيا، وفي مثل هـــذه األحـــــوال مانقول ســوى مـايـرضـي ربنا عز وجل إنا لله وإنا إليه راجعون «اللهم ارحـــم واغــفــر ألخينا حسن أحـمـد أبــو طالب الــلــهــم اكــــــرم وفــــادتــــه عليك اللهم اسكنه الــفــردوس األعلى من الجنة».