دمج صالتي التهجد والتراويح!

كـتـبـت قــبــل نــحــو عـــام مــقــاال فــي «عكاظ» نـقـلـت فـيـه اقــتــراحــًا طــرحــه عــلــي عـــدد من املـرتـاديـن للمسجد الــحــرام ألداء صلوات القيام خالل شهر رمضان، وقد تضمن االقتراح أن يتم دمج صالتي التراويح والتهجد خالل العشر األواخر من الشهر الفضيل لتؤدى مع بعضها في وقت محدد البداية والنهاية، وذلــك توسعة على الطائفني الذين يؤدون مناسك العمرة أو يطوفون تطوعًا «ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم»، ويبدو أن االقتراح لم يحظ بالدراسة أو بالقبول، ولذلك فإني أعيد طرح ما سبق مع بعض اإلضـافـات واألسـبـاب واملـبـررات التي تقوي من عزم االقتراح لعل وعسى! وتـرتـكـز فـكـرة الــدمــج على أن املصلني ينصرفون في حدود الساعة الـ11 مساء بعد أدائهم لصالة التراويح خالل العشرين اليوم األولـى من شهر رمضان فيكون هــنــاك عــدة ســاعــات أمـــام الـطـائـفـني حـتـى قبيل صالة الفجر في الرابعة صباحًا، فإذا جاءت العشر األواخر فــــإن الــطــائــفــني يـــجـــدون مــشــقــة فـــي اخــــتــــراق صفوف املــؤديــن لـصـالة الــتــراويــح ألداء نـسـك الــطــواف، ثــم ما تمر ساعة حتى يبدأ الزحف ألداء صالة التهجد التي تستمر نحو ساعتني، فال تفرغ أروقة الحرم وساحاته إال ويكون الفجر قد اقترب. وحيث أن أهم وظيفة للحرم هي الطواف والسعي اللذين ال يكونان في غيره وأن األمر اإللهي قدم الطائفني على غيرهم فـي الخدمة «وطــهــرا بيتي للطائفني».. اآلية، وألن الطواف والسعي ركنان من أركان الحج والعمرة، كما أن صلوات القيام هي من النوافل فإنه ال ينبغي تأثير أداء النافلة على أداء األركــان املرتبطة بالزمان واملـــكـــان، وصــــالة الـتـهـجـد وهـــي اســـم يــطــلــق عــلــى كل نافلة تعقب زمنيًا صالة العشاء وتسمى صالة القيام، ولــيــس هــنــاك فـــرق فــي املــعــنــى بــني كــل مــن التراويح والتهجد، وقد وردت في القرآن الكريم باسم «التهجد» في قوله تعالى «ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا»، وكلما تأخر وقتها كان قبولها أرجى عند الله، ولو احتسب مسلم أن يؤديها فـي أحــد جـوامـع مكة املكرمة أو فـي بيته توسعة منه على الطائفني لكان له أجر ذلك االحتساب، وإن أداها في الحرم الشريف دون أن يضايق وجــوده الطائفني واملعتمرين فكل ذلـك خير، واألمــر فيه سعة، واملأمول هــو أن يحظى االقــتــراح املــشــار إلـيـه بـمـا يستحق من دراســة أو اهتمام فلعل جهات االختصاص تجد فيه ما ينفع الناس ويمكث في األرض والله الـهـادي إلى سواء السبيل.