Okaz

فقع ما له رقع

-

اقترحت زوجة الفقيه خضراء على الفقيه أن يسرح يقلع حصى لبناء عالية بيت العريفة. قال شيخ امللغبة: «هذي املهرة ما تعرف لها». فرد: «وش أقعد أسوي في البيت كني دجاجة محضن». علق الشيخ «هيا تم، خذ العتلة واطلع ملنتصف الهضبة وانقر وخل عينك على النقر». شد كمره في وسطه، وتفل في كفيه، وتناول آلة معدنية طـويـلـة، وبــــدأت الــدنــدن­ــة «دن دن» ضــربــة تصيب وعشر تصيف، سـألـه «وشـبـك يـا فقيه تلطلط بالعتلة بتشتغل سواة األوادم وإال الله يفتح لك، خضراء في حراك»، فقال: «يا رجال خاف الله انحن صايمني، وأظن عدى في عيني عــدفــه» فــصــدح املــلــغـ­ـب وهـــو يــفــرك الـــبـــا­رود «يـــا عـتـلـة ال ترفعني الصوت، ما للفقاهة في الصفا نية». حميت عليهم الشمس فوقف الشغل، واتفقوا يعودون إذا بــردت، وصـل الفقيه إلـى البيت، ولقي خضراء تنفش في غـزل معها، سألها: وش بتفطرينا عليه الـيـوم، فأجابت: افطر في املسيد، فتساءل مستنكرًا: ليش أفطر في املسيد هامل وإال خامل، أملحي لنا ما نفطر عليه حدنا من الله في سعة. رددت بينها وبــني نفسها: الـلـه يقطع مــن تــتــزوج أشقف ألقف، ما يلقى وال يلتقي. حس أنها تهمهم بكالم جارح لـه، فقال: «وش تبرطمني يا مقصعة القمالن والصيبان، ما كنت انتي وأمك يا مخرعة إال في خربة جدانك تفلون روس الكهيل على قرص بوسن، ولو ما خذتك والله ما حد يأخذك». علقت: الله ال يسقيها من ساعة، وخرجت. مـــرت عـلـى الــجــرن وبــيــدهـ­ـا مــقــشــة، حــاقــت مــن كــل مصبر دحوة من الحنطة، حتى اجتمع لها «ربيع»، وفي طريقها سألت جارتها زوجة املؤذن: «ما معك يختي باللة أحطها لفقيه الـسـكـون يفطر بــهــا»، قــالــت: «والــلــه مــا مـعـي يكون حبتني خوخ فدري من الـوادي». وأردفـت «هاكيها وعسى مع مندارها العافية». عــاد املــــؤذن بـعـد صــالة املــغــرب، ســأل املــــرة: ويــن الخوخ؟ قالت: «أعطيتوه زوجة الفقيه ما معهم ما يفطرون عليه». وسـع صـدره، وفطر على ما قسم الله، صلوا العشاء وقام الفقيه يصلي بهم التراويح، وحشرته الغازات في بطنه من الخوخ والخبزة، وكلما رفع ترع، وكرع، وتجشأ، واملؤذن يردد «فقع ما له رقع»، علمي وسالمتكم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia