مطالب إغالق احملالت التجارية مبكرا تتجدد في «الشورى»
عـادت املطالبة بإغالق املحالت التجارية في أوقــات مبكرة إلى أروقة مــجــلــس الـــشـــورى مــــرة أخـــــرى، وإن بــــدت هــــذه املــــرة أكــثــر تـــشـــددا، من خالل املطالبة بإغالقها عند الساعة الــ6 مساء، باستثناء الصيدليات ومحطات الوقود. وعـلـل عضو مجلس الــشــورى الـدكـتـور سعيد قـاسـم الـخـالـدي املالكي عودة هذه املطالب مرة أخرى بقوله: «نحن في أمس حاجة مما مضى لـقـانـون تـحـديـد ســاعــات الـعـمـل فــي املــحــالت، بحيث يـتـم إغـالقـهــا في وقت واحــد، وليكن الــ6 مساء، خصوصا التموينات والسوبر ماركات واإللـكـتـرونـيـات واملـــوالت ومــا شابهها، ونستثني نـشـاط الصيدليات ومحطات الوقود من ذلك». وأضاف املالكي في حديثه لـ«عكاظ» أن ذلك ال يضر االقتصاد، وكل ما في األمر هو إعادة ترتيب قناعات املستهلكني لتغيير أوقات تبضعهم وتوفير حاجاتهم من الشروق للغروب، فالقوة الشرائية االستهالكية نفسها لن تتأثر، بل ستقلص فقط ساعاتها بمجال زمني محدد، والــوقــت كفيل بتطبيع حـيـاتـنـا، مـسـتـدال بــاآليــة القرآنية «وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا». وزاد: يــجــب أن يـــرى الــشــاب الــســعــودي ســـوق وطنه االستثمارية أمامه منسجمة مع حياته االجتماعية طبيعية متوازنة محفزة لهمته وغناه، ما سيجعله يعمل بكل نشاط وكفاءة ولن يحتاج لالستقدام من أجـــل مــشــروعــه ووظــيــفــتــه، فــالــوقــت أصــبــح بــني يديه متوازنا بني مصدر رزقه وحياته االجتماعية العادلة. وتابع قائال: هل تساءلنا يوما كيف لشاب وافد يصل إلى اململكة بـال مــهــارات تـذكـر ثـم يتحول إلــى شخصية تجارية مــاهــرة وغـنـيـة جـــدا، فـيـبـدأ دخــلــه بــاالرتــفــاع ليصل إلــى مــئــات اآلالف سنويا؟ فما الــذي ميزه عن الشاب السعودي؟ وكيف نجح في بالدنا وشبابنا يقف متفرجا عليه؟ وذكــر املالكي لـ«عكاظ» أن املشكلة ليست في الشاب السعودي، ولكن ببساطة لو نظرنا ألقوى دافع يملكه الوافد للنجاح هو أنه يملك وقته كله لنفسه ولعمله، فأغلبهم ليس مــعــه أســــرة وال زوجــــة وال ولـــد وال بــيــت وال حياة اجــتــمــاعــيــة مـلـيـئـة بــاملــســؤولــيــات ونــحــوهــا، لذلك تـجـده يـفــرغ كــل وقـتـه مـنـذ شـــروق الـشـمـس وحتى منتصف الليل للعمل. وأبـــان أن أكـبـر معضلة يواجهها الـشـاب السعودي هي كيف يستطيع العمل 16 ساعة يوميا ولديه أسرة وأبـنـاء والـتـزامـات كثيرة كاملوظف الحكومي؟ مـا يجعله يـضـطـر الســتــقــدام عــامــل يـعـيـنـه، ومـــا إن يـصـبـح املــعــني حجر الـزاويـة في رزقـه حتى يسلم له األمــر، وهـذا لـب التستر التجاري الذي يستنزفنا ببطء. وجزم عضو الشورى بأن كثيرا من السعوديني يمتلكون مهارة عالية تـفـوق هــؤالء العمال بـمـراحـل، متى طـوعـت لهم الــظــروف، وقـــال: «نعم نحتاج لـقـرار حكومي قــوي لتطويع األوقـــات وإزالـــة تشوهات ظهرت مع التسارع والنمو السكاني لم تكن حاضرة قبل عقد ونيف مضت، حني كان السعودي هو البائع واملستثمر واملسيطر على السوق»، مشددا على أن املــوضــوع يحتاج إلــى قـــرار قــوي يـؤمـن أوال باملشكلة وحلها ونتائجها لتحديد ساعات العمل، وبذلك أجزم أنه سيكون حال جذريا وبقرار واحـد ألعقد 5 مشكالت، وذلـك من خـالل: وأد التستر التجاري، تفتيت كرة البطالة بني أبناء الوطن، تحجيم االستقدام لتتدنى نسبة الوافدين إلـى أقـل من ربـع السكان، تقنني التحويالت الخارجية التي تقدر باملليارات وتضر باالقتصاد السعودي، وتخفيف الضغط على التوظيف الحكومي، بل وتغيير هذه الثقافة لدى املواطن بعد أن يرى نجاحات العمل الـخـاص، وأنــه أكثر ربحية وأنسب ألوقــات عمله، وال يتعارض مع وقت أسرته وحياته االجتماعية.