اخلثالن: مسلمو «النهار الطويل» ال يعذرون.. طقسهم أفضل

فــي الــوقــت الـــذي انقسمت فيه اآلراء الفقهية حــول صـيـام مسلمي دول النهار الـطـويـل، بـن علماء املــدرســة السلفية القاضي بـوجـوب الصيام على سكان تلك الدول ما دام هناك غروب وشـروق، وبيان لليل والنهار، راخــصــن اإلفــطــار ملــن لــم يستطع ذلـــك، أو خــاف عـلـى نفسه مــن الضرر الصحي املحقق أو من األذى والهالك، أفطر شرط أن يقضي ما في ذمته من صيام في أي وقت من أوقات السنة، فيما ذهب عدد من املشايخ األزهرين إلى تقدير الصيام تقديرًا على توقيت مكة املكرمة أو املدينة، أو أقرب البالد املعتدلة إليهم ويصومون تبعًا ملواقيتها بعد تحديد عدد ساعاتها. أكد أستاذ الفقه بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية عضو هيئة كبار العلماء سابقًا الدكتور سعد الخثالن، أن الصيام واجـب على أهالي البالد التي تطول فيها ساعات النهار، وال يجوز اإلفطار إال ملن لديه عذر كمرض أو كبر سن ونحوه من األعذار الشرعية. وقــال الخثالن لــ«عـكـاظ»: مـا دام أن الليل يتمايز عـن النهار، والشمس تطلع وتغرب في تلك البلدان، فالواجب على أهاليها الصيام واإلمساك، إال لذوي األعذار من كبار السن واملرضى، فيجوز لهم اإلفطار، أما غيرهم فعليهم الصيام وجوبًا. وأضاف الخثالن: نحن هنا في اململكة تبلغ ساعات النهار لدينا 16 ساعة، وفي بعض املناطق الشمالية تصل إلى قرابة 17 ساعة، وكلما انتقلنا إلى جهة الشمال، طالت ساعات النهار، فالفرق مجرد 4-3 ساعات فقط ما يوجب الصيام. مبينًا أن الحكمة من مشروعية الصيام تتمثل في تمرين النفس وتعويدها على الصبر والتحمل، مستدركًا: رغم أن األجـــواء فـي تلك البلدان أفضل مـن الطقس لدينا، صحيح أن ساعات النهار تتراوح لديهم بن 20-19 ساعة، إال أن الجو ألطف وأبرد من أجوائنا. وتابع: الفرق في ساعات الصيام، لـيـس كــبــيــرًا، واملــطــلــوب مــن الـجـمـيـع االلـــتـــزام بالصيام، إال مـن كــان مــعــذورًا، فعليه اإلفـطـار مـع القضاء، إذا كان يستطيعه، أو يطعم عنه في حال لم يتمكن من القضاء.