خالد سالمة: أفتقد ُسفر األقارب واجليران في رمضان قدميًا
ترك الصيام ملرضه ولزم الصالة
• رجل كبير يصلي باستمرار لكن قبل ست سنوات تـرك الصوم وتمسك بالصالة فقط بسبب إصابته بـمـرض القلب املــزمــن، فهل تستطيع بناته الصوم عوضا عنه؟ (الجزء رقم: 51، الصفحة رقم: )203
•• ما دام هو موجود وعاجز عن الصوم بتقرير
األطباء أنه عاجز وال يرجى زوال هذا املرض فإنه يطعم عنه عن كل يوم مسكن مثل الشيخ الكبير والـعـجـوز الكبيرة الـعـاجـزيـن عــن الــصــوم، يطعم عنهما عن كل يوم مسكن نصف صاع من التمر أو غيره من قوت أهل البلد، وهكذا املريض الذي ال يرجى برؤه ال يصام عنه إال إذا مات ولم يصم، فلهم الخيار إذا صاموا عنه فهم محسنون، كما قـال النبي صلى الله عليه وسلم: من مـات وعليه صيام صام عنه وليه وإن أطعموا كفى.
الشيخ عبدالعزيز بن باز بمالمح يغلب عليها الحنن واالشتياق إلى املاضي، وبحديث ضــارب في أعماق الزمن منذ أكثر من 40 عــامــًا، تــحــدث خــالــد ســالمــة لـــ«عــكــاظ» عــن العادات الرمضانية وذكريات االستعداد الستقبال رمضان، طـيـلـة األعــــوام الـطـويـلـة الــتــي عـاصـرهــا مـنـذ أن كان طفال. مسترجعًا ما مضى، يذكر العم خالد أن األسر املدينية كان استعدادها لرمضان يهتم بأدق التفاصيل التي توليها األمهات اهتمامًا كبيرًا، يقول: «يكون استعداد األمــهــات لرمضان بغسل املـنـزل والـــدرج والسطوح وتبخيرها، وتلبيس (الباطرمة) في املجالس وغــســل الــســتــائــر وتـجـهـيـز أوانـــــي رمضان و(الـــبـــقـــش)، والــفــنــاجــيــل الــخــاصــة ودالل الـــقـــهـــوة، وبــــراريــــد الـــشـــاي، وتبخيرها باملستكة ليكون موقعها فـي مكان اســتــقــبــال الــضــيــوف لــلــرجــال أو للنساء، إضافة إلـى قيام اآلباء بـــإكـــمـــال نــــواقــــص املــــنــــزل من طعام وغيره لفرحتهم بقدوم الشهر الكريم». وأشـار العم خالد إلى إعالن دخــــــــــول الـــــشـــــهـــــر، إذ كــــانــــوا يعرفونه بـ«ضربات املدافع»،
* محاضر بجامعة (إس إم يو) بوالية تكساس األمريكية سابقًا الـــتـــي كـــانـــت تــخــبــر ســـكـــان املــديــنــة املـــنـــورة بدخول رمـضـان، وأضـــاف: «تجد جميع أهـالـي الــحــارات من أقــارب أو جيران على سفرة وجلسة واحــدة على مد النظر بــأنــواع وأشــكــال وأصــنــاف مختلفة مــن األكل الذي تتشارك فيه صحون املنازل كلها، لتظهر معاني الـحـب واأللــفــة، واألخــــوة، سـفـر أيـامـنـا الحالية التي أثــرت عليها الـعـوملـة مـن هـواتـف وإنـتـرنـت ومشاغل وملهيات أفقدتنا الجمعات السابقة، كان الفول سيد املـائـدة وتصاحبه السمبوسة، والشوربة بأنواعها، والشريك والفتوت، الحلويات والسوبيا وغيرها من املــأكــوالت اللذيذة التي تتفنن فـي صنعها األمهات وبناتهن، إذ لـم يكن للمطاعم فـي ذلــك الـوقـت أي حضور كما الحاصل اآلن». ويقول العم خالد إن الحياة في رمضان كــانــت تــبــدأ بــعــد االنــتــهــاء مــن صالتي العشاء والتراويح، ليبدأ األطفال البنات واألوالد بـــلـــعـــب ألـــــعـــــاب جماعية مــخــتــلــفــة كــــالــــدحــــل، واملــــدويــــقــــة، والـالري، وأضـاف: «البعض كان يــقــوم بــــدور الــتــاجــر الصغير ويبيع البليلة، واآليسكريم، والــــتــــرمــــس، والبطاطس حـــــتـــــى يــــنــــتــــهــــي الـــــيـــــوم بسعادة جماعية، فقدت في يومنا الحاضر».